نور على نور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نور على نور



 
رئيسية المنتدىالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:34

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي الكرام برغم عظم ما قام به تجار البقر من سخرية
واستهزاء بخير البشر وما سبقهم به أهل ملتهم من إهانة لكتاب الله
سبحانه ودستور حياتنا إلا ان هذه الضربات أدت الى استيقاظ المارد
الإسلامي النائم والقلوب الغافلة اللاهية واصبح الجميع صغارا وكبارا
يردد في مشارق الأرض ومغاربها " إلا رسول الله " و كأن لسان حال
الجميع يقول :
ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..
لذلك نصره لنبينا صلى الله عليه وسلم يجب أن نسخر أقلامنا في
الدفاع عنه وإبراز جميع نواحي شخصيته الفذة وحقيقة دوره في
بناء هذه الأمة المحمدية وفي هذا الموضوع ستكون لنا عدة وقفات
نتعرف فيها على جوانب من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم نصرة
للحبيب .


.بارك الله فيكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:38

[size=21]الوقفة الأولى " المصطفى "


لقد كان صلى الله عليه وسلم خيار من خيار ، فلقد اصطفى اللـه

سبحانه من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى

من الرسل أولى العزم واصطفى من أولى العزم محمد صلى الله عليه

وسلم وفضله على جميع خلقه ، فهو أفضل الخلق منزلة وأرفع الناس

ذكرا في الدنيا والآخرة ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة .

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وخُلقا وألينهم كفا ،

وأطيبهم ريحا ، وأكملهم عقلا ، وأحسنهم عشرة ، وأعلمهم بالله وأشدهم

له خشية ، وأشجع الناس ، وأكرم الناس ، وأحسنهم قضاء ، وأسمحهم

معاملة ، وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه ، وأصبرهم وأقواهم تحملا ،

وأشدهم حياء ..

لا ينتقم لنفسه ، ولا يغضب لها ، ولكنه إذا انتهكت حرمات الله ، فإنه

ينتقم لله تعالى ، وإذا غضب الله لم يقم لغضبه أحد ..

والقوي والضعيف ، والقريب والبعيد ، والشريف وغيره عنده في الحق

سواء ..

ما عاب طعاما قطا إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهه تركه ، ويأكل من الطعام

المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك ..

يقبل الهدية ويكافئ عليها ، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه , ويخدم في مهنة

أهله , ويحلِب شاته , ويخدِم نفسه ..

كان أشد الناس تواضعا ، ويجيب الداعي ، من غني أو فقير ، أو دنيء

أو شريف .

كان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم ، ولا يحقر فقير

لفقره , ولا يهاب ملكا لملكه , وكان يركب الفرس , والبعير , والحمار ,

والبغلة , ويردف خلفه , ولا يدع أحدا يمشي خلفه .

خاتمه فضة وفصه منه , يلبسه في خنصره الأيمن وربما يلبسه

في الأيسر ..

كان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن

الأرض ، ولكنه اختار الآخرة ..

كان يكثر الذكر ، دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويُقصر

الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ..

كان أكثر الناس تبسما ، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ،

ويمزح ولا يقول إلا حقا ، ولا يجفو أحدا ، ويقبل عذر المعتذر إليه ..

كان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، ويتنفس في الشرب ثلاثا

خارج الإناء ..

كان يتكلم بجوامع الكلام ، وإذا تَكلم تكلم بكلام بَين فصل ، يحفظه

من جلس إليه ، ويعيد الكلام ثلاثا إذا لم تفهم حتى تفهم عنه ، ولا

يتكلم من غير حاجة ..

وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضا

وكان يأمر بالرفق ويحث عليه ، وينهي عن العنف ، ويحث على العفو

والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ..

كان يحب التيامن في طهوره وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ، وكانت

يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى ، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه

الأيمن ، ووضع كفه اليمنى تحته خده الأيمن ، وإذا عرس قبيل الصبح

نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه ..

كان مجلسه مجلس :

علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة , وصيانة , وصبر , وسكينة ,

ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون

في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، ويوقرون الكبار ، ويرحمون

الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ..

كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة

والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته ، ومر على الصبيان يلعبون

فسلم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم.

كان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويُكرم كريم كل قوم ، ويقبل بوجهه

وحديثه على من يحادثه ، حتى على أشر القوم يتألفهم بذلك ، ولم يكن

فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو

ويصفح ويحلم ، لم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط , إلا أن

يجاهد في سبيل الله تعالى ..

ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما , فإن كان إثما

كان أبعد الناس عنه.

جمع الله سبحانه له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل

وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدا من

العالمين , وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب , ولا معلم له من البشر ، واختاره

الله سبحانه على جميع الأولين والآخرين ، وجعل دينه للجن والناس

أجمعين إلى يوم الدين
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:42

الوقفة الثانية " دعوته "

كانت وظيفته صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التوحيد ، وإنقاذ

الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ظلمات المعاصي والسيئات

إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات ، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم ،

فلا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وسلم.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة وإماما يقتدى به لقوله

تعالى :

(( لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر

وذكر الله كثيرا ))

ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تفطرت قدماه وانتفخت وورمت

فقيل له :

أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

قال صلى الله عليه وسلم :

" أفلا أكون عبداً شكورا "

وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ،

وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة ، وربما صلاها عشر ركعات ، وكان

يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله ، وكان يطيل صلاة الليل فربما

صلى ما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة ، فكان ورده من الصلاة

كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة .

وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر ، ويتحرى صيام الاثنين والخميس ،

وكان يصوم شعبان إلا قليلا ، بل كان يصومه كله ، ورغب في صيام ست من

شوال ، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال :

لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم .

وما استكمل شهر غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان ، وكان يصوم يوم

عاشوراء ، وروي عنه صوم تسع ذي الحجة ، وكان يواصل الصيام اليومين

والثلاثة وينهى عن الوصال ، وبين أنه صلى الله عليه وسلم ليس كأمته ، فإنه

يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ، وهذا على الصحيح :

ما يجد من لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ، ولهذا

قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة "

وقال : " وجُعِلت قرة عيني في الصلاة "

ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول :

" خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب العمل

إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل"

وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها ، وقد تقال عبادة

النبي صلى الله عليه وسلم نفر من أصحابه صلى الله عليه وسلم وقالوا :

وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟

وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال بعضهم :

أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا

وقال بعضهم :

أنا أصوم ولا أفطر

وقال بعضهم :

أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليهم فقال :

" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟

أما والله إني لأخشاكم الله أتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي

وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"

والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء

الإعراض عنه إلى غيره.

ومع هذه الأعمال الجليلة فقد كان يقول صلى الله عليه وسلم :

" سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله "

قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟

قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "

وكان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

ويقول : " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك "

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وداوم عليه

ولهذا قال :

" إن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:45

الوقفة الثالثة

" تزكية الله سبحانه لنبيه في القرآن "

إن قدر رسول اللـه عند اللـه لعظيم ، وإن كرامة النبى عند اللـه لكبيرة

فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى اللـه من البشرية الأنبياء

واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولى العزم واصطفى

من أولى العزم الخمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد واصطفى

محمد صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه.

ولقد زكاه في كتابه الكريم وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه

وزره وزكاه فى كل شىء :

زكاه فى عقله فقال سبحانه : ( ما ضل صاحبكم وما غوى )

زكاه فى صدقه فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى )

زكاه فى صدره فقال سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك )

زكاه فى فؤاده فقال سبحانه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى )

زكاه فى ذكره فقال سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك )

زكاه فى طهره فقال سبحانه : ( ووضعنا عنك وزرك )

زكاه فى علمه فقال سبحانه : ( علمه شديد القوى )

زكاه فى حلمه فقال سبحانه : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )

زكاه كله فقال سبحانه : ( و إنك لعلى خلق عظيم )



وزكاه بقوله تعالى :

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

والله إنك لعظيم الأخلاق ، كريم السجايا ، مهذب الطباع ، نقي الفطرة.

والله إنك جم الحياء ، حي العاطفة ، جميل السيرة ، طاهر السريرة.

والله إنك قمة الفضائل ، ومنبع الجود ، ومطلع الخير ، وغاية الإحسان.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يظلمونك فتصبر ، يؤذونك فتغفر ، يشتمونك فتحلم ، يسبونك فتعفو ،

يجفونك فتصفح.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يحبك الملك والمملوك ، والصغير والكبير ، والرجل والمرأة ، والغني والفقير ،

والقريب والبعيد ، لأنك ملكت القلوب بعطفك ، وأسرت الأرواح بفضلك ، وطوقت

الأعناق بكرمك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

هذبك الوحي ، وعلمك جبريل ، وهداك ربك ، وصاحبتك العناية ، ورافقتك الرعاية ،

وحالفك التوفيق.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

البسمة على محياك ، البِِشر على طلعتك ، النور على جبينك ، الحب في قلبك ،

الجود في يدك ، البركة فيك ، الفوز معك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

لا تكذب ولو أن السيف على رأسك ، ولا تخون ولو حزت الدنيا ، ولا تغدر ولو أعطيت

الملك ، لأنبي نبي معصوم ، وإمام قدوة ، وأسوة حسنة.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

صادق ولو قابلتك المنايا ، وشجاع ولو قاتلت الأسود ، وجواد ولو سئلت كل ما تملك ،

فأنت المثال الراقي والرمز السامي.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة ، وتفوقت على الكل علما وحلما وكرما

ونبلا وشجاعة وتضحية.




وزكاه بقوله تعالى :

(( عم يتساءلون * عن النبأ العظيم ))

فمبعثه هو أروع الأنباء وأعظم الأخبار الذي سارت به الأخبار ، وتحدث به السمار ،

ورعاه الركبان ، واندهش منه الدهر ، وذهب منه الزمن ، فقد استدار له التاريخ

ووقفت له الأيام ، فقصة إرساله صلى الله عليه وسلم لا يلفها الظلام ولا تغطيها

الريح ولا يحجبها الغمام ، فإنما هي قصة عبرت البحار واجتازت القفار ، ونزلت

على العالم نزول الغيث ، وأشرقت إشراق الشمس ، وصح عنه صلى الله عليه

وسلم أنه قال :

" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث "

فهوصلى الله عليه وسلم بعث ليعبد الله وحده لا شريك له

بعث ليقال في الأرض :

لا اله إلا الله محمد رسول الله

بعث ليحق الحق ويبطل الباطل

بعث بالمحجة البيضاء والملة الغراء والشريعة السمحاء

بعث بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

بعث بالخير والسلام والبر والمحبة والسعادة والصلاح ، والأمن والإيمان

بعث بالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر

بعث بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق ومحاسن الطباع ومجامع الفضيلة

بعث لدحض الشرك وسحق الأصنام وكسر الأوثان وطرد الجهل ومحاربة

الظلم وإزهاق الباطل ونفي الرذيلة

فما من خير إلا دل عليه ، وما من شر إلا حذر منه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:49

[size=21]الوقفة الرابعة " زهده "

كان صلى الله عليه وسلم الأسوة العظمى في الإقبال على الآخرة

وترك الدنيا وعدم الإلتفات إليها أو الفرح بها أو جمعها أو التلذذ بطيباتها

أو التنعم بخيراتها ..

فلم يبني قصرا ، ولم يدخر مالا ، ولم يكن له كنز ولا جنة يأكل منها ،

وكان يدعو بقوله وفعله وحاله الى الزهد في الدنيا والاستعداد والعمل

للآخرة.

بل خير بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون

عبدا رسولا ، يشبع يوما ويجوع يوما ، حتى لقي الله عز وجل .

وكان زهده صلى الله عليه وسلم زهد من علم بفناء الدنيا وسرعة

زوالها وقلة زادها وقصر عمرها ، وبقاء الآخرة وما أعده الله لأوليائه

فيها من نعيم مقيم وأجرعظيم وخلود دائم ، فرفض صلى الله عليه وسلم

الأخذ من الدنيا إلا بقدر ما يسد الرمق ، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه

وتزينت له وأقبلت إليه ، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبا وفضة

لكانت ، بل آثر الزهد والكفاف ، فربما بات جائعا ويمرالشهر لا توقد

في بيته نار ، ويستمر الأيام طاويا لا يجد رديء التمر يسد به جوعه ،

وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات ، وكان ينام على الحصير

حتى أثر في جنبه ، وربط الحجر على بطنه من الجوع ، وكان ربما

عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه صلى الله عليه وسلم.

وكان بيته من طين ، متقارب الأطراف ، داني السقف ، وقد رهن درعه

في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي ، وربما لبس إزارا ورداء فحسب ،

وما أكل على خوان قط ، إكراما لنفسه عن أدران الدنيا ، وتهذيبا لروحه

وحفظا لدينه ليبقى أجره كاملا عند ربه ، وليتحقق له وعد مولاه :

(( ولسوف يعطيك ربك فترضى ))

وكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا ، ويوزع

الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب

بناقة ولا بقرة ولا شاة .

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اضطجع على الحصير فأثر في

جنبه ، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبكى وجعل يمسح

جنبه فقال رضي الله عنه :

يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا ؟

فقال صلى الله عليه وسلم :

"مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف

فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها "

وقال صلى الله عليه وسلم :

" لو كان لي مثل أُحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي

منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

( ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض )

وقالت عائشة رضي الله عنها :

( خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير )

وقالت رضي الله عنها:

( ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر )

وقالت رضي الله عنها :

( إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أُوقدت في أبيات

رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.

فقال عروة : ما كان يقيتكم ؟

قالت : الأسودان .. التمر والماء )

و قالت رضي الله عنهما :

( كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدَم وحشوه ليف )

ومع هذا كان يقول صلى الله عليه وسلم :

" اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا "

ومع زهده في الدنيا كان صلى الله عليه وسلم سخيا وجوادا ، فكان

لا يرد سائلا ولا يحجب طالبا ولا يخيب قاصدا ، وأخبر أن الدنيا لا تساوي

عند الله جناح بعوضة ..

وقال صلى الله عليه وسلم في الدنيا :

" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :

" ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :

" الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

" ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت

فأمضيت "
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:53

الوقفة الخامسه " جهاده وشجاعته "

جاهد صلى الله عليه وسلم في جميع ميادين الجهاد :

جهاد النفس وله أربع مراتب :

جهادها على تعلم أمور الدين ، والعمل به ، والدعوة إليه على بصيرة ،

والصبر على مشاق الدعوة .

وجهاد الشيطان وله مرتبتان :

جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات ، ودفع ما يلقي من الشهوات .

وجهاد الكفار وله أربع مراتب :

بالقلب ، واللسان ، والمال ، واليد.

وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب :

باليد ، ثم باللسان ، ثم بالقلب.

فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد ، وأكمل الناس فيها محمد صلى

الله عليه وسلم ، لأنه كمل مراتب الجهاد كله ، فكانت ساعاته موقوفة

على الجهاد :

بقلبه ، ولسانه ، ويده ، وماله .

ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا وأعظمهم عند الله قدرا.

وعندما دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد كان صلى

الله عليه وسلم أثبت الناس قلبا كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل ، ولا يخاف

التهديد والوعيد ، ولا ترهبه المواقف والأزمات ، ولا تهزه الحوادث

والملمات ، فوض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه ، ورضي بحكمه واكتفى

بنصره ووثق بوعده ، فكان صلى الله عليه وسلم أول من يهب عند سماع

المنادي ، بل هو الذي سن الجهاد وحث وأمر به ، فكان يخوض المعارك بنفسه

ويباشر القتال بشخصه الكريم ، يعرض روحه للمنايا ويقدم نفسه للموت ،

غير هائب ولا خائف ، ولم يفر من معركة قط ، وما تراجع خطوة واحدة ساعة

يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي

الرؤوس ويدور كأس المنايا على النفوس ، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه

من الخطر ، يحتمون أحيانا وهو صامد مجاهد ، لا يكترث بالعدو ولو كثر عدده ،

ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه ، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم

الكتائب ، لا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق ، فهو الشجاع الفريد

والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعة وتمت فيه سجايا الإقدام

وقوة البأس ، وهو القائل :

" والذي نفسي بيده لوددت أنني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل "

برز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه ، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة ،

ونام الناس ليلة بدر وما نام هو صلى الله عليه وسلم ، بل قام يدعو ويتضرع

ويتوسل الى ربه ويسأله نصره وتأييده .

وقد شُج صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته في غزوة أحد ، وقُتل

سبعون من أصحابه ، فما وهن ولا ضعف ولا خار ، بل كان أمضى

من السيف.

وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان ، وضاق الأمر وحل الكرب ،

وبلغت القلوب الحناجر ، وظن بالله الظنون ، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا ،

فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربه ورد

كيد عدوه وأخزى خصومه وأرسل عليهم ريحا وجنودا وباؤوا بالخسران

والهوان.

وقد فر الناس يوم حنينن وما ثبت إلا هو وستة من أصحابه ، ونزل عليه

قوله تعالى :

(( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين ))

وكان عدد غزواته التي قادها بنفسه سبع وعشرون غزوة ، وقاتل

في تسع منها ، أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها فيقال لها

سرايا فقد بلغت ستة وخمسين سرية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:57

الوقفة السادسة " خصائص النبي "

خص الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بخصائص عظيمة ،

ومنح وعطايا كريمة ليس لأحد عليه فيها مزيد ولا يلحقه عبد من

العبيد ومن هذه الخصائص :

جمع له الله سبحانه من مراتب الوحي مراتب عديدة

الأولى

الرؤيا الصالحة ، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم وكان لا يرى

الرؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .

قالت عائشة رضي الله عنها :

( كان أول ما بُدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في

النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح )

الثانية

ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه ، عن أبي أمامة رضي

الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها

وتستوعب رزقها ، فأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاءُ الرزق

أن يطلبه بمعصية الله فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "

الثالثة

أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه ، وفي هذه

المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا ، أخرج مسلم من حديث عمر رضي

الله عنه الطويل وفيه :

"يا عمر أتدري من السائل ؟

قال : الله ورسوله أعلم

قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "

الرابعة

أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس ، أخرج البخاري من حديث عائشة

رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله

عليه وسلم فقال : كيف يأتيك الوحي ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي فيفصم عني وقد وعيت

عنه ما قال "

الخامسة

أنه كان يرى الملك في صورته التي خُلق عليها .

السادسة

ما أوحاه الله إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج.

السابعة

كلام الله منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله تعالى موسى بن عمران

عليه السلام .


خص الله نبيه أن جعل ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "

قال ابن حجر في قوله صلى الله عليه وسلم "روضة من رياض الجنة "

أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة والسعادة بما يحصل

من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم ،أو أن

المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة ، أو أن المراد أنه روضة حقيقة

بأن يُنقل ذلك الموضع في الآخرة إلى الجنة .


خص الله سبحانه نبيه بأنه أول شفيع في الجنة وأول من

يقرع بابها ويدخل من أمته الجنة سبعون ألفاً بغير حساب

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم :

" أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تابعا "

وعنه رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟

فأقول : محمد

فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" عُرِضت علي الأمم ، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي

ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت : ما هذا ؟ أمتي هذه ؟

قيل هذا موسى وقومه ، قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم قد ملأ الأفق ،

ثم قيل انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه

أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة

البدر "

قال أبو هريرة : فقام عكاشة بن محصن الأسدي يجر نمرة عليه فقال :

يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" اللهم اجعله منهم "

ثم قام رجل آخر من الأنصار فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبقك بها عُكاشة "

قال العز بن عبد السلام :

( من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يدخل إلى الجنة من أمته سبعون

ألفا بغير حساب ولم يثبت ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم )


خص الله سبحانه نبيه بتعهد الله تعالى بحفظ الكتاب المنزل عليه

خص الله تعالى القرآن الكريم دون سائر الكتب السماوية الأخرى

بالحفظ. قال تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر و إناله لحافظون ))


خص الله سبحانه نبيه بخواتيم سورة البقرة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إني أوتيتهما من كنز من بيت تحت العرش ولم يؤتهما نبي قبلي "


خص الله سبحانه نبيه بكونه خاتم النبيين

قال تعالى :

(( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولَكن رسول الله وخاتم النبِيين

وكان الله بكل شيء عليما ))

قال ابن كثير :

( هذه الآية نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول

بطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ،

فإن كل رسول نبي ولا ينعكس )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال :

" مثلي ومثل الأنبياء من قبلي ، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله

إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون :

هلا وضعت هذه اللبنة ؟

قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "


خص الله سبحانه نبيه بإرساله إلى الثقلين

وهذه من خصائصه الكبرى صلى الله عليه وسلم ، حيث كان النبي يرسل

إلى قومه خاصة والنبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس عامة ،

وكما أنه صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الناس عامة فهو أيضا مرسل إلى

الجن قال تعالى :

(( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ))

حيث يدخل في العالمين عالم الجن مع الإنس.

قال القرطبي : ( المراد بالعالمين هنا الإنس والجن ، لأن النبي صلى الله

عليه وسلم كان رسولا إليهما ونذيرا لهما )

وقال تعالى :

(( قل أوحى الى انه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرآنا عجبا *

يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ))


خص الله سبحانه نبيه بالنصر بالرعب مسيرة شهر وجعلت له الأرض

مسجدا وطهورا وأحلت له الغنائم

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال:

" أُعطيت خمسا لم يُعطهن أحد قبلي :

نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا

فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأُحلت لي الغنائم ولم

تحل لأحد قبلي ، وأُعطيت الشفاعة ، وكان النبي يُبعث إلى قومه

خاصة وبُعثت إلى الناس عامة "


خص الله سبحانه نبيه بأن الله تعالى أقسم بحياته

قال تعالى : (( لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون ))

قال ابن كثير:

( أقسم تعالى بحياة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ، وفي هذا تشريف عظيم

ومقام رفيع وجاه عريض )

وقال العز بن عبد السلام :

( والإقسام بحياة المقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المُقسم بها ،

ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه وسلم )


خص الله سبحانه نبيه بأن قدمه على جميع أنبيائه في الذكر

في أغلب آيات القرآن

قال تعالى :

(( واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم

واخذنا منهم ميثاقا غليظا ))

قال ابن كثير:

( فبدأ بالخاتم لشرفه صلوات الله عليه ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله عليهم )


خص الله سبحانه نبيه بإمامة الأنبياء في بيت المقدس

لم تقتصر فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لإخوانه الأنبياء

على ما سبق ذكره ، بل قد جمع الله تعالى له جماعة منهم فصلى بهم إماما ،

تأكيداً لفضله وشرفه عليهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم :

" لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي ، فسألتني عن أشياء

من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثلها قط ، قال :

فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ، وقد رأيتني

في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه

من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس

به شبها عروة بن مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه

الناس به صاحبكم يعني نفسه ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فلما فرغت من

الصلاة قال قائل : يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه

فبدأني بالسلام "


خص الله سبحانه نبيه بأن الصلاة في مسجده

أفضل من ألف صلاة

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :

( إن امرأة اشتكت شكوى فقالت إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت

المقدس ، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج ، فجاءت ميمونة زوج النبي

صلى الله عليه وسلم تسلم عليها فأخبرتها ذلك فقالت :

اجلسي فكلي ما صنعت وصل في مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة )

خص الله سبحانه نبيه بأنه أول من تنشق عنه الأرض وبإعطائه لواء الحمد

وأول من يدخل الجنة يوم القيامة

عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إني لأول من تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر ، وأعطيت

لواء الحمد ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من

يدخل الجنة ولا فخر ، وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقها فيقولون من هذا

فأقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فإذا الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول :

ارفع رأسك يا محمد ، وتكلم يسمع منك "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 14:59

[size=21]الوقفة السابعة " بعض شمائله "

الصدق

إنه الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة ، فكيف حاله

بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوته ..

انه أصدق من تكلم ، كلامه حق وصدق وعدل ، لم يعرف الكذب

في حياته جادا أو مازحا ، بل حرم الكذب وذم أهله ونهى عنه ،

وقال :

" إن الصدق يهدي الى البر ، وإن البر يهدي الى الجنة ، ولا يزال الرجل

يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا "

ويكفيه صدقا صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن الله بعلم الغيب ، وائتمنه

الله سبحانه على الرسالة ، فأداها للأمة كاملة تامة ، فكل قوله وعمله

وحاله مبني على الصدق ، فهو :

فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه

صادق مع نفسه

صادق مع الناس

صادق مع أهله

صادق مع أعدائه

صادق في سلمه وحربه

ورضاه وغضبه

وجد وهزله

وبيانه وحكمه

صادق مع القريب والبعيد ، والصديق والعدو ، والرجل والمرأة

صادق في حضره وسفره ، وحله وإقامته ، ومحاربته ومصالحته ،

وبيعه وشرائه ، وعقوده وعهوده ومواثيقه ، وخطبه ورسائله ،

وفتاويه وقصصه ، وقوله ونقله ، وروايته ودرايته ..

بل معصوم من أن يكذب ، فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين ،

فقد أقام لسانه وسدد لفظه ، وأصلح نطقه وقوم حديثه .

فهو الصادق المصدوق ، الذي كان يقول :

" ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين "


الصبر

لقد مر صلى الله عليه وسلم بالعديد من المصائب والمشاق ، وهو صابر

محتسب ..

صبرعلى اليتم والفقر ، وكذب فصبر ، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون

كاذب مفتر فصبر ، ومات عمه فصبر ، وماتت زوجته فصبر ، أخرجوه ،

آذوه ، شتموه ، سبوه ، حاربوه ، سجنوه فصبر، وأبعد من مكة فصبر ،

وقتل عمه حمزة رضي الله عنه فصبر ، وتوفي ابنه فصبر ، ورميت زوجته

الطاهرة فصبر ..

وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء

وتحزب الخصوم ، وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد ، وصولة الباطل

وطغيان المكذبين ..

صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها ، فلم يتعلق منها بشيء ، فهو صلى الله

عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته ، فالصبر درعه

وترسه وصاحبه وحليفه ..

وصبره صلى الله عليه وسلم كان صبرالواثق بنصر الله ، المطمئن الى وعد

الله ..

وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة ، وأن العاقبة له ،

وأن الله معه ، وأن الله حسبه وكافيه ..

فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وثبات القلب .


التواضع

لقد كان تواضعه صلى الله عليه وسلم تواضع من عرف ربه مهابة ،

واستحيا منه وعظمه وقدره حق قدره ، فسافرت روحه الى الله

وهاجرت نفسه الى الدار الآخرة ، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب

أهل الدنيا ، فصار عبدا لربه بحق ، فكان يتبسم في وجوه أصحابه

ويقول :

" إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد "

وكان يتواضع للمؤمنين ، ويقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف

على المسكين ، ويصل البائس ويواسي المستضعفين ويداعب الأطفال ،

ويواكل الناس ويجلس على التراب وينام على الثرى ، ويفترش الرمل

ويتوسد الحصير ، ويحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس

بيته ويحلب شاته ، ويقطع اللحم مع أهله ، ويقرب الطعام لضيفه ،

ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه ، ويلبس الصوف ويأكل الشعير ،

وربما مشى حافيا ، وينام في المسجد ، ويركب الحمار ، ويردف على الدابة ،

ويعاون الضعيف ويتفقد السرية ، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج ،

ويرافق الوحيد منهم ..

ولما رآه رجل ارتجف من هيبته فقال له :

" هون عليك ، فإني ابن امرأة كانت تاكل القديد بمكة "

وكان يكره المدح ، وينهى عن إطرائه ويقول :

" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، فإنما أنا عبدالله

ورسوله ، فقولوا عبدالله ورسوله "

وكان يحب المساكين ، ويروى عنه قوله :

" اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين "

وكان يحرم الكبر وينهى عنه ، ويبغض أهله ويقول :

" يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من

كل مكان "

ويروي عن ربه تعالى أنه قال :

" الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منها قذفته

في النار "
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:09

الوقفة الثامنة

" دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم "

أيد الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالدلائل ، والمعجزات

الكثيرة الدالة على وجوب الإيمان به وصدق رسالته ، منها ما هو حسي

ومنها ما هو معنوي ، ومن تلك الدلائل :


القرآن الكريم

وهو أعظم الآيات والبراهين والدلائل والمعجزات ، فهو المعجزة الخالدة التي

أعطاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم لتكون خالدة كخلود رسالته ، ليعم

الانتفاع بها ولتقوم بها الحجة على أهل كل زمان إلى أن يرث الله الأرض

ومن عليها ولقد تعهد الله بحفظه وبقائه فقال تعالى :

(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))

ولقد ميز الله نبيه بهذه المعجزة عن سائر إخوانه من الأنبياء كما جاء في

حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ،

وإنما كان الذى أوتيته وحي أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعا

يوم القيامة "

فالقرآن الكريم معجز بلغته وفصاحته وبيانه وبلاغته وأحكامه وتشريعاته

وبما حواه من أخبار وقصص ، ومغيبات ، وعلوم ، ولقد تحدى الله قوم النبي

صلى الله عليه وسلم على أن يأتوا بمثله أو بشيء منه ، فالقرآن الكريم نزل

بلغتهم و في زمان بلغت فيه قريش ذروة الفصاحة والبلاغة والبيان ، فجاءهم

التحدي من الله على ثلاث مراحل هي :

المرحلة الأولى

التحدي بالإتيان بمثل القرآن وذلك كما جاء في قوله تعالى :

(( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ))

المرحلة الثانية

تحداهم بالإتيان بعشر سور مثله حيث قال تعالى :

(( أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم

من دون الله إن كنتم صادقين ))

المرحلة الثالثة

تحداهم الله سبحانه بالإتيان بسورة واحدة فقال تعالى :

(( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم

من دون الله ان كنتم صادقين ))

فعجزوا عن الإتيان بسورة واحدة مع شدة الاجتهاد وقوة الأسباب فقد

كانوا حريصين على تكذيبه وإبطاله بكل طريق ولكن مع هذا كله فقد

عجزوا عن ذلك.


عصمته من الناس

لقد مَن الله على الرسول صلى الله عليه وسلم بعصمته له من الناس وكفايته

من آذاه ، فلقد مكث صلى الله عليه وسلم بين أعداء ألداء بمكة ثلاث عشرة

سنة ، وبين المنافقين واليهود عشر سنين ، فما تمكن أحد من إيذاءه صلى

الله عليه وسلم بل كفاه مولاه شر أعدائه حتى أظهر الدين وتممه قال

تعالى :

(( والله يعصمك من الناس ))

وقال تعالى : (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))

وقال تعالى : (( أليس الله بكاف عبده ))

وقال تعالى : (( إنا كفيناك المستهزئين ))

وقوله تعالى : (( والله يعصمك من الناس ))


انشقاق القمر

من المعجزات التي أيد الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، معجزة

انشقاق القمر إلى شقين ، حتى رأى بعض الصحابة جبل حراء بينهما.

وكان وقوع هذه المعجزة قبل الهجرة النبوية عندما طلب منه كفار مكة

آية تدل على صدق دعوته ..

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:

( انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فرقة فوق

الجبل وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا "

قال تعالى :

(( اقتربت الساعة وانشق القمر * وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ))


نبع الماء من بين أصابعه

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في

الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ القوم.

قال قتادة : قلت لأنس كم كنتم ؟

قال : ثلائمائة ، أو زهاء ثلاثمائة )

وقال ابن مسعود :

بينما نحن مع النبي صلي الله عليه وسلم وليس معنا ماء فقال لنا :

" اطلبوا من معه فضل ماء "

فأتي بماء ، فصبه في إناء ، ثم وضع كفه ، فجعل الماء ينبع من

بين أصابعه )


حنين الجذع

ومن دلائل نبوته ومعجزاته صلي الله عليه وسلم قصة حنين الجذع ،

الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن ابن عمر

رضي الله عنهما قال :

( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذعٍ ، فلما اتخذ المنبر تحول

إليه، فحن الجذع ، فأتاه فمسح يده عليه )

وفي سنن الدارمي :

( خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد )

وفي "مسند" أحمد :

( خار الجذع حتى تصدع وانشق )


إشباع العدد الكثير من الطعام القليل

من دلائل و معجزات النبوة التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم

تكثير الطعام القليل ، وزيادة البركة فيه ، حتى إن اليسير منه الذي لا يكاد

يكفي الشخص أو الشخصين ، يسد حاجة الجمع الغفير .

ومنها أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصابهم الجوع في غزوة

تبوك استأذنوه في نحر ظهورهم ، فطلب منهم أن يأتوه بفضل أزوادهم ،

فدعا فيه بالبركة ، ثم قال :

" خذوا في أوعيتكم ، فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكر

وعاءً إلا ملؤوه ، فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة )

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

( قال أبو طلحة لأم سليم :

لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع ،

فهل عندك من شيء ؟

قالت : نعم ، فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها ،

فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ، ولاثتني ببعضه ، ثم أرسلتني

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :

فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس ،

فقمت عليهم.

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آرسلك أبو طلحة ؟ "

فقلت : نعم .

قال : بطعام ؟

قلت : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه :

" قوموا "

فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته.

فقال أبو طلحة : يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس

وليس عندنا ما نطعمهم .

فقالت : الله ورسوله أعلم .

فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رسول

الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : " هلمي يا أم سليم ما عندك "

فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت ، وعصرت

أم سليم عكة فأدمته ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء أن

يقول ، ثم قال : " ائذن لعشرة "

فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا.

ثم قال : " ائذن لعشرة "

فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا.

ثم قال : " ائذن لعشرة "

فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا.

ثم قال : " ائذن لعشرة " فأكل القوم حتى شبعوا والقوم سبعون

أو ثمانون رجلا )


الإخبار عن المغيبات

ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ، التي خصه الله سبحانه بها الإخبار عن

المغيبات ، وكان لها من الفوائد العظيمة ، والآثار الجليلة ، ما جعل رسالة الإسلام

مميزة على غيرها من الشرائع ، محفوظة بحفظ الله لها ومؤيدة بتأييده إياها ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ، ما حدث به نبي قومه ، إنه أعور ، وإنه يجيء

معه بمثال الجنة والنار ، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ، وإني أنذركم كما

أنذر به نوح قومه "

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال :

( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم ، فقال :

" اعدد ستا بين يدي الساعة ، موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ

فيكم كقعاص ( أي مثل داء يميت الدواب فجأة ) الغنم ، ثم استفاضة المال ،

حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب

إلا دخلته ، ثم هدنة ، تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون ، فيأتونكم

تحت ثمانين غاية ( راية ) ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا "

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال :

" تقاتلون اليهود، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر ، فيقول يا عبد الله هذا يهودي

ورائي فاقتله "

ومن المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن العوالم الأخرى ، كالجن والملائكة

وغيرها ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم :

" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن "

قالوا: وإياك يا رسول الله

قال :" وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير "

وعن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما

وصف لكم "


إبراء المرضى والدعوة المستجابة

ومن دلائل نبوته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم أن أكرمه الله بشفاء

المرضى ببركته ودعائه ، مما كان له الأثر الكبير في تثبيت نفوس الصحابة

رضي الله عنهم ، وزيادة إيمانهم ، ولجوئهم إلى الله سبحانه وتعالى ..

فقد أصيبت يوم أحد عين قتادة بن النعمان رضي الله عنه حتى وقعت على

وجنته فردها صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه .

ومن الدلائل ماحصل مع المرأة التي كانت تصرع ، ففي الحديث أن امرأة

سوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت :

إني أصرع وإني أتكشف ، فادع الله لي ، قال :

" إن شئتِ صبرت ولك الجنة ، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيك "

قالت : أصبر ، قالت: فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها "

ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المصاب ببركة نفثه عليه ،

مثلما حصل مع الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ، فعن يزيد بن

أبي عبيد رضي الله عنه قال :

( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟

فقال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت

النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى

الساعة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:16

الوقفة التاسعة

" حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته "

إن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته كثيرة

وهي حقوق يجب على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية معرفتها

والعمل بها وتطبيقها قولا وعملا ، إذ كيف يدعي مسلم حب النبي

صلى الله عليه وسلم ثم لا يقوم بما هو مطلوب منه تجاه من يحب ،

ومن هذه الحقوق :

الإيمان به صلى الله عليه وسلم

ومن الإيمان به صلى الله عليه وسلم التصديق الجازم الذي

لاشك فيه بأن رسالته ونبوته هي حق من عند الله تعالى ،

والعمل بمقتضى ذلك ، والتصديق بأن كل ماجاء به وما أخبر به

عن الله تعالى حق صحيح ، والإيمان بكل ما أخبر به من الأمور

التي وقعت والتي لم تقع مما أطلعه الله عليه ، ولابد من تصديق

ذلك بالقلب واللسان ، ولقد بشرالنبي صلى الله عليه وسلم من

آمن به ولم يره بشره بطوبى وهي شجرة في الجنة فقال صلى

الله عليه وسلم :

" طوبى لمن آمن بي ورآني مرة ، وطوبى لمن آمن بي

ولم يرني سبع مرات "

فمن شك في نبوته أو رسالته فهو كافر ، لأن الأدلة ثابتة

مستفيضة مجمع عليها بين أهل العلم .

محبته صلى الله عليه وسلم

وهذا حق من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته ، وواجب

عليهم أيضا ، فينتفي الإيمان بعدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ،

فقد أوجب الله محبة نبيه في كتابه العزيز ، فقال تعالى :

(( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم

وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها

أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي

الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ))

وقال صلى الله عليه وسلم :

" لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس

أجمعين "

ولما سمع عمر رضي الله عنه هذا الحديث قال للرسول صلى الله عليه

وسلم : ( لأنت أحب إلي من كل شئ إلا نفسي )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "

فقال له عمر رضي الله عنه :

( فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي )

فقال صلى الله عليه وسلم : " الآن ياعمر "

أي الآن صدقت وحققت الإيمان الكامل بمحبتك لنبيك .

ومن محبته صلى الله عليه وسلم إيثار مايحب صلى الله عليه وسلم

على مايحب العبد ، ومحبة ماجاء به والدعوة إليه ومحبة أهل بيته

وصحابته رضوان الله عليهم ومن محبته كثرة ذكره صلى الله

عليه وسلم ، والشوق إلى لقاءه ، فحب النبي صلى الله عليه وسلم

موصل لحب الله تعالى .


طاعته صلى الله عليه وسلم

طاعته صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره واجبة بكتاب الله عز وجل ،

قال تعالى :

(( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولاتولوا عنه وأنتم تسمعون ))

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :

( يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به والمعاندين له ، وأن لا يتركوا

طاعته صلى الله عليه وسلم ، بل يمتثلوا أمره ، ويتركوا زواجره بعدما

علمتم مادعاكم إليه من الحق )

فالواجب على المؤمن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحل

وما حرم ، ومما يدل على عظم شأن طاعته صلى الله عليه وسلم

أن الله سبحانه قد قرن طاعته سبحانه بطاعة نبيه صلى الله عليه

وسلم فقال تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله ))

وقال صلى الله عليه وسلم :

" من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله "

ومن طاعته صلى الله عليه وسلم التمسك بسنته وما أمر به

واجتناب ما نهى عنه قال تعالى :

(( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))

وقال صلى الله عليه وسلم :

" إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فانتهوا "


اتباعه صلى الله عليه وسلم

ومما يجب على المؤمن اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد

والقول والعمل ، فاتباعه صلى الله عليه وسلم من محبة الله سبحانه ،

قال تعالى :

(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم

والله غفور رحيم ))

وذكر بن رجب رحمه الله في وقوله صلى الله عليه وسلم :

" فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي

وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ "

هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بما سيقع في أمته بعده من كثرة

الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات ،

فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على بضع وسبعين

فرقه كلها في النار إلا واحدة وهي الفرقة الناجية التي اتبعت ما

جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه وما كان عليه أصحابه

من بعده.

ومن اتباعه صلى الله عليه وسلم عدم الابتداع في دين الله عز

وجل بل يعمل على إزالة كل بدعة في الدين ما استطاع المسلم

إلى ذلك سبيلا .

والأخذ بكل ما صح عنه وثبت نسبته إليه فهو صلى الله عليه وسلم

أعلم الناس بربه تعالى وأخشاهم وأتقاهم له فيجب التمسك بما جاء

به واتباع ذلك بلا تردد لأنه لا ينطق عن الهوى وإنما يعلمه ربه

عز وجل .


الاقتداء به صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ))

فلقد أمر الله عزجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه

من الأنبياء والرسل .

وأمرنا نحن باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به فقال

تعالى :

(( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله

واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ))

أي أن لكم فيه صلى الله عليه وسلم قدوة صالحة في أفعاله

وأقواله فاقتدوا به فمن اقتدى به صلى الله عليه وسلم وتأس به

سلك الطريق الموصل إلى الله وهو الصراط المستقيم فهو صلى

الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .

ومن ترك الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فهو معرض للضلال

المؤدي إلى الهلاك ، وعندما فهم ذلك سلف الأمة التزموا بطاعته

صلى الله عليه وسلم والاقتداء به .


توقيره عليه الصلاة والسلام وتعظيم شأنه

توقيره من أهم حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته قال تعالى :

(( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه

وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ))

فيجب توقيره صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتعظيمه كما ينبغي له

ذلك ، ويُرفع من قدره صلى الله عليه وسلم حتى لا يساويه ولا

يدانيه أحد من الناس ، على ألا يُرفع إلى مقام العبودية فإن ذلك

محرم لا يجوز ولا ينبغي إلا لله عز وجل.

ومن توقيره صلى الله عليه وسلم تعظيم شأنه احتراما وإكبارا

لكل ما يتعلق به من اسمه وحديثه وسنته وشريعته وآل بيته

وصحابته رضي الله عنهم وكل ما اتصل به صلى الله عليه وسلم

من قريب أو بعيد .

و نهي الله عز وجل رفع الصوت عند مخاطبة النبي صلى الله عليه

وسلم ولا يجهر المخاطب له بالقول بل يخفض الصوت ويخاطبه

بالأدب ولين الجانب قال تعالى :

(( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي

ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم

وأنتم لا تشعرون ))

فلا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم كأحدهم بل يميزونه في

خطابهم كما تميز عن غيره في وجوب حقه على الأمة ووجوب

الإيمان به والحب الذي لا يتم الإيمان إلا به .

وقال العلماء :

يكره رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم كما يكره في

حياته لأنه محترم حيا وميتا.

ومن تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم عدم ندائه باسمه مجردا

فلا يقال :

( يا محمد ) ، بل يقال : ( يانبي الله ) ، ( يا رسول الله ) ، قال تعالى :

(( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ))

فهذا نهي منه سبحانه بعدم نداء نبيه صلى الله عليه وسلم باسمه

مجردا لأن ذلك من سوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم .


وجوب النصح له صلى الله عليه وسلم

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة وقد بايع

رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض صحابته على النصح لكل

مسلم وهي من حقوق المسلمين فيما بينهم قال تعالى :

(( وأنا لكم ناصح أمين ))

فالأخوة في الدين أقوى من الأخوة في النسب ، فالأخوة في النسب

بدون دين ليست بشيء ، ولهذا لما قال نوح عليه السلام لربه عز

وجل :

(( إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ))

وقال تعالى :

(( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ))

أما الأخوة في الدين ، فهي أخوة فعلا مصداقا لقول الله تعالى :

(( إنما المؤمنون اخوة ))

فالمؤمنون أخوة مهما تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم .

قال بن رجب :

( وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود

في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته ،

وأما بعد موته ، فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم

أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته

والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متدينا بها ، وحب من كان

منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل

أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه .

والإيمان به وبما جاء به ، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه )


محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم

إن محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحبة أصحابه

رضي الله عنهم ، كل ذلك من محبته صلى الله عليه وسلم وهي

محبة واجبة ، فمن أبغض أحدا من أهل بيت النبي صلى الله عليه

وسلم أو أحدا من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ، فقد

أبغض النبي صلى الله عليه وسلم لأن محبته مقرونة بمحبتهم .


ومن الآثار التي تدل على محبة أهل بيته صلى الله عليه وسلم

وصحابته رضي الله عنهم :

- قال صلى الله عليه وسلم : " أنشدكم الله أهل بيتي "

- وقوله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله عنه :

" والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله

ورسوله ومن آذى عمي فقد آذاني ، وإنما عم الرجل صنو أبيه "

- قوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمه :

"لا تؤذيني في عائشة "

- وقوله صلى الله عليه وسلم في صحابته :

" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا

عليها بالنواجذ "

- وقوله صلى الله عليه وسلم :

" لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ من

أحدهم ولا نصيفه "

- و قوله صلى الله عليه وسلم في الأنصار :

" اعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم "

- وقوله صلى الله عليه وسلم :

" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر "

- وقال مالك بن أنس رضي الله عنه :

( من غاظه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو كافر لقوله

تعالى : (( ليغيظ بهم الكفار )) )

- وقول عمر بن عبد العزيز لعبدالله بن الحسن بن حسين :

( إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي ، أو اكتب فإني أستحي من الله أن

يراك الله على بابي )

وهذا من تعظيمه رحمه الله لأل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .


الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر صلى الله عليه وسلم ،

قال تعالى :

(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه

وسلموا تسليما ))

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :

( أي أن الله تعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى

بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر

أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع عليه الثناء عليه من

أهل العالَمين : العلوي والسفلي جميعا )

فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لما في ذلك من

الأجر العظيم من الله سبحانه ، ولما في ذلك أيضا من طاعة لله تعالى

عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:22

الوقفة العاشرة

فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

أكرم الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بفضائل وصفات

عدة ، تميز بها صلى الله عليه وسلم عن غيره ، فضلا عن مكانة

النبوة التي هي أشرف المراتب فأحسن خلقَه وأتم خُلقه ، حتى وصفه

تعالى بقوله :

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

ومن فضائله صلى الله عليه وسلم

- أنه خليل الرحمن فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله ، ولو كنت متخذا خليلا ،

لاتخذت أبا بكر خليلا ، إن صاحبكم خليل الله "

وهذه الفضيلة لم تثبت لأحد غير نبينا وإبراهيم الخليل عليهما

الصلاة والسلام.

- ومن فضائله أنه شهيد وبشير ، فعن عقبة بن عامر أن النبي

صلى الله عليه وسلم خرج يوما ، فصلى على أهل أُحد صلاته

على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر، فقال :

" إني فرط لكم (أي سابقكم ) ، وأنا شهيد عليكم ، وإني والله

لأنظر إلى حوضي الآن ، وإني أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض ،

أو مفاتيح الأرض ، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ،

ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها "

- ومن فضائله أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قال تعالى :

(( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ))

قال الشوكاني في تفسيره :

( فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء ، ودعتهم أنفسهم

إلى غيره ، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه ، ويؤخروا

ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم

لأنفسهم ، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم ، وتطلبه

خواطرهم )

- ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد بني آدم ، فقد ثبت

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة ، فرفع إليه الذراع

وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ، وقال أنا سيد القوم يوم القيامة )

- وهو صلى الله عليه وسلم أمان لأمته ، حيث جاء في الحديث

الصحيح :

" النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ،

وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ،

وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "

- ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض ،

وأول من يشفع ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع ،

وأول مشفع "

- وهو صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود ففي حديث ابن عمر رضي

الله عنهما :

( إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا ( أي جالسين على ركبهم ) ،

كل أمة تتبع نبيها ، يقولون يا فلان اشفع ، يا فلان اشفع ، حتى

تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك يوم يبعثه

الله المقام المحمود )


حكم من سَبه أو استهزاء به

لا يشك مسلم أن سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر بواح والحاد

سافر ، وإنها لجرأة عليه صلى الله عليه وسلم يحزن لها كل مسلم ،

ويدمي لها قلب كل مؤمن .

وسبه صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به كفر صريح لا شك فيه ،

ومما يوجب اللعنة والعار ، والخلود في النار ، وغضب الجبار ، والخروج

من دائرة الإسلام والإيمان إلى حيز الشرك والنفاق والكفران .

قال تعالى :

(( قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ))

ونزلت هذه الآية في قوم من المنافقين في غزوة تبوك كانوا يستهزؤون

بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنزل الله تعالى فيهم قرآنا يتلى

إلى يوم القيامة حاكما بكفرهم وكفر أمثالهم ممن يستهزئون بالنبي صلى

الله عليه وسلم أو بما جاء به ، أو سبه صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في

سنن النسائي بسند صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد

أهدر دم امرأة كانت تقع فيه صلى الله عليه وسلم بالسب والشتم وما ذلك

إلا لعظم هذا الأمر عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ،

وعند كل مؤمن ومؤمنة ..

فالله سبحانه له صفة الكمال ، وكتابه من كلامه سبحانه وهو من صفات

كماله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وسيدهم وخاتم

المرسلين وخليل رب العالمين ، فاصطفاه الله جل شأنه لتبليغ كلامه وما ذاك

إلا لمنزلته عند ربه سبحانه ، فمن استهزأ بالله أو كتابه أو رسوله أو شئ

من دينه فهو كافر كفرا ظاهرا ونفاقا سافرا ، وهو عدو لرب العالمين

وكفر برسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام أبو بكر بن المنذر رحمه الله :

( أجمع جماعة العلماء على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل )

وقال القاضي عياض :

( أجمعت الأمة على قتل متنقصه صلى الله عليه وسلم من المسلمين وسابه )

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :

( أن الساب " أي من سب الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان مسلما أنه

يكفر ويقتل بغير خلاف ، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم )

وعلى ما ذُكر، فإن من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو استهزاء به

أو بشيء مما جاء به أو تنقصه أو احتقره فهو كافر محكوم بكفره

ويقتل ردة ، حتى قال بعض أهل العلم أنه لا يستتاب ، بل يقتل فورا ،

وسواء كان ذلك السب فعلا أو قولا ، كمن يرسم صورة له صلى الله عليه

وسلم في شكل مخز أو مضحك .

وعلى كل مسلم أن يذب ويرد عن نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يقف حيال

ذلك الأمر مكتوف اليدين فالأمر في ذلك خطير وعظيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:26

الوقفة ( 11 ) " النبي في القرآن "

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

والله إنك لعظيم الأخلاق ، كريم السجايا، مهذب الطباع ، نقي الفطرة

والله إنك جم الحياء ، حي العاطفة ، جميل السيرة ، طاهر السريرة

والله إنك قمة الفضائل ، ومنبع الجود ، ومطلع الخير ، وغاية الإحسان

وإنك لعلى خلق عظيم يظلمونك فتصبر ، يؤذونك فتغفر ، يشتمونك فتحلم ،

يسبونك فتعفو ، يجفونك فتصفح .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يحبك الملك والمملوك ، والصغير والكبير ، والرجل والمرأة ، والغني والفقير ،

والقريب والبعيد ، لأنك ملكت القلوب بعطفك ، وأسرت الأرواح بفضلك ،

وطوقت الأعناق بكرمك .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

هذبك الوحي ، وعلمك جبريل ، وهداك ربك ، وصاحبتك العناية ،

ورافقتك الرعاية، وحالفك التوفيق .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

البسمة على محياك ، البشر على طلعتك ، النور على جبينك ،

الحب في قلبك ، الجود في يدك ، البركة فيك ، الفوز معك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

لا تكذب ولو أن السيف على رأسك ، ولا تخون ولو حزت الدنيا ،

ولا تغدر ولو أعطيت الملك ، لأنك نبي معصوم ، وإمام قدوة ،

وأسوة حسنة.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

صادق ولو قابلتك المنايا ، وشجاع ولو قاتلت الأسود ، وجواد ولو سئلت

كل ما تملك ، فأنت المثال الراقي والرمز السامي .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة ، وتفوقت على الكل علما وحلما

وكرما ونبلا وشجاعة وتضحية .

--------

(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

لست مجنونا كما قال أعداؤك لكن عندك دواء المجانين ،

فالمجنون الطائش والسفيه التافه من خالفك وعصاك وحاربك وجفاك.


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

وكيف يكون ذلك وأنت أكملهم عقلا ، وأتمهم رشدا ، وأسدهم رأيا ،

وأعظمهم حكمة ، واجلدهم بصيرة .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

وكيف تكون مجنونا وأنت أتيت بوحي يكشف الزيغ ، ويزيل الضلال ،

وينسف الباطل ، ويمحو الجهل ، ويهدي العقل ، وينير الطريق .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

لست مجنونا أنك على هدى من الله ، وعلى نور من ربك ،

وعلى ثقة من منهجك ، وعلى بينة من دينك ، وعلى رشد من دعوتك ،

صانك الله من الجنون ، بل عندك كل العقل وأكمل الرشد وأتم الرأي

وأحسن البصيرة ، فأنت الذي يهتدي بك العقلاء ، ويستضيء بحكمتك الحكماء ،

ويقتدي بك الراشدون المهديون .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

كذب وافترى من وصفك بالجنون وقد ملأت الأرض حكمة والدنيا رشدا

والعالم عدلا ، فأين يوجد الرشد إلا عندك ؟

وأين تكون الحكمة إلا لديك ؟

وأين تحل البركة إلا معك ؟

أنت أعقل العقلاء ، وأفضل النبلاء ، وأجل الحكماء.


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

كيف يكون محمد صلى الله عليه وسلم مجنونا وقد قدم للبشرية

أحسن تراث على وجه الأرض ، وأهدى للعالم أجل تركة عرفها الناس ،

وأعطى الكون أبرك رسالة عرفها العقلاء .

--------

(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أنت يا محمد مهمتك الهداية ، ووظيفتك الدلالة ، وعملك الإصلاح ،

أنت تهدي الى صراط مستقيم ، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية ،

وتذهب الضلالة ، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أنت تهدي إلى صراط مستقيم ، فمن أراد السعادة فليتبعك ،

ومن أحب الفلاح فليقتد بك ، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أحسن صلاة صلاتك ، وأتم صيام صيامك ، وأكمل حج حجك ،

وأزكى صدقة صدقتك ، وأعظم ذكرك لربك.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وأنت تهدي الى صراط مستقيم ، من ركب سفينة هدايتك نجا ،

من دخل دار دعوتك أمن ، من تمسك بحبل رسالتك سلم .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

فمن تبعك ما ذل ، وما ضل وزل وما قل ، وكيف يذل والنصر معك ؟

وكيف يضل وكل الهداية لديك ؟

وكيف يزل والرشد كله عندك ؟

وكيف يقل والله مؤيدك وناصرك وحافظك ؟


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة ،

وشريعة غراء ، وملة كاملة ، ودين تام .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

هديت العقل من الزيغ ، وطهرت القلب من الريبة ، وغسلت الضمير من الخيانة ،

وأخرجت الأمة من الظلام ، وحررت البشر من الطاغوت .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ، فكلامك هدى ، وحالك هدى ، وفعلك هدى ،

و مذهبك هدى ، فأنت الهادي الى الله ، الدال على طريق الخير ، المرشد لكل بر ،

الداعي الى الجنة.

--------

(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

أد الرسالة كاملة كما سمعتها كاملة ، بلغها تامة مثلما حملتها تامة ،

لا تنقص منها حرفا ، ولا تحذف كلمة ، ولا تغفل جملة .


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك فهي أمانة في عنقك سوف تُسأل عنها ،

فبلغها بنصها وروحها ومضمونها.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك من الوحي العظيم والهدى المستقيم والشريعة المطهرة ،

فأنت مبلغ فحسب ، لا تزد في الرسالة حرفا ، ولا تضف من عندك على المتن ،

لا تُدخل شيئا في المضمون ، لأنك مرسل فحسب ، مبعوث ليس إلا ،

مكلف ببلاغ ، مسؤول عن مهمة ، فمثلما سمعت بلغ ، ومثلما حُملت فأد .


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، عرف من عرف ، وأنكر من أنكر ، استجاب من

استجاب وأعرض من أعرض ، أقبل من أقبل وأدبرمن أدبر.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، بلغ الكل وادع الجميع ، وانصح الكافة ،

الكبراء والمستضعفين ، السادة والعبيد ، والإنس والجن ، الرجال والنساء ،

الأغنياء والفقراء ، الكبار والصغار.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، فلا ترهب الأعداء ولا تخف الخصوم ، ولا تخش الكفار ،

ولا يهولك سيف مصلت ، أو رمح مشرع ، أو منية كالحة ، أو موت عابس ،

أو جيش مدجج ، أو حركة حامية.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك فلا يغريك مال ، ولا يعجبك منصب ، ولا تغرك دنيا ،

ولا يخدعك متاع ، ولا يردك تحرج.

-------

((وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ))

إذا لم تؤد الرسالة كاملة فكأنك ما فعلت شيئا ، وإن لم توصلها تامة فكأنك

ما قمت بها حق القيام ، ولو كتمت منها مقالة أو عطلت منها نصا أو أهملت

منها عبارة فما بلغت رسالة الله وما أدّيت أمانة الله ، نريد منك أن تبلغ

رسالتنا للناس كما ألقيت عليك ، وكما نزل بها جبريل وكما وعاها قلبك.

-------

((والله يعصمك من الناس))

بلغ الرسالة كاملة ولا تخف أحدا ، وكيف تخاف من أحد ونحن معك نحفظك

ونمنعك ونحميك ونذب عنك ؟

لن يقتلك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس

ولن يطفئ نورك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس


ولن يعطل مسيرتك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس

اصدع بما تؤمر ، وقل كلمتك صريحة شجاعة قوية لأن ..

الله يعصمك من الناس.

اشرح دعوتك، وابسط رسالتك ، وارفع صوتك ، وأعلن منهجك ،

وما عليك لأن ..

الله يعصمك من الناس.

كل قوة في الأرض لن تستطيع لك ، كل جبروت في الدنيا لا يهزمك ،

كل طاغية في المعمورة لن يقهرك ، لأن ..

الله يعصمك من الناس.

-------

(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

لقد فتحنا لك يا محمد فتحا مبينا ظاهرا مباركا

فتحنا لك القلوب فغرست بها الإيمان

وفتحنا لك الضمائر فبنيت فيها الفضيلة

وفتحنا لك الصدور فرفعت فيها الحق

وفتحنا لك البلدان فنشرت بها الهدى

وفتحنا لك كنز المعرفة وديوان العلم ومستودع التوفيق ،

وفتحنا بدعوتك القلوب الغلف والعيون العمي والآذان الصم ،

وأسمعنا رسالتك الثقلين.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك فتدفق العلم النافع من لسانك ، وفاض الهدى المبارك من قلبك ،

وسح الجود من يمينك.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك فحزت الغنائم وقسمتها ، وجمعت الأرزاق ووزعتها ، وحصلت على

الأموال وأنفقتها.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك باب العلم وأنت الأمي الذي ما قرأ وكتب ، فصار العلماء ينهلون من

بحار علمك.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا عليك الخير فوصلت القريب وأعطيت البعيد ، وأشبعت الجائع وكسوت العاري ،

وواسيت المسكين ، وأغنيت الفقير ، بفضلنا ورزقنا وكرمنا.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك القلاع والمدن والقرى ، فهيمن دينك ، وارتفعت رايتك ، وانتصرت دولتك ،

فأنت مفتوح عليك في كل خير وبر وإحسان ونصر وتوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:44

الوقفة ( 11 ) " النبي في القرآن "

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

والله إنك لعظيم الأخلاق ، كريم السجايا، مهذب الطباع ، نقي الفطرة

والله إنك جم الحياء ، حي العاطفة ، جميل السيرة ، طاهر السريرة

والله إنك قمة الفضائل ، ومنبع الجود ، ومطلع الخير ، وغاية الإحسان

وإنك لعلى خلق عظيم يظلمونك فتصبر ، يؤذونك فتغفر ، يشتمونك فتحلم ،

يسبونك فتعفو ، يجفونك فتصفح .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يحبك الملك والمملوك ، والصغير والكبير ، والرجل والمرأة ، والغني والفقير ،

والقريب والبعيد ، لأنك ملكت القلوب بعطفك ، وأسرت الأرواح بفضلك ،

وطوقت الأعناق بكرمك .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

هذبك الوحي ، وعلمك جبريل ، وهداك ربك ، وصاحبتك العناية ،

ورافقتك الرعاية، وحالفك التوفيق .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

البسمة على محياك ، البشر على طلعتك ، النور على جبينك ،

الحب في قلبك ، الجود في يدك ، البركة فيك ، الفوز معك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

لا تكذب ولو أن السيف على رأسك ، ولا تخون ولو حزت الدنيا ،

ولا تغدر ولو أعطيت الملك ، لأنك نبي معصوم ، وإمام قدوة ،

وأسوة حسنة.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

صادق ولو قابلتك المنايا ، وشجاع ولو قاتلت الأسود ، وجواد ولو سئلت

كل ما تملك ، فأنت المثال الراقي والرمز السامي .


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة ، وتفوقت على الكل علما وحلما

وكرما ونبلا وشجاعة وتضحية .

--------

(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

لست مجنونا كما قال أعداؤك لكن عندك دواء المجانين ،

فالمجنون الطائش والسفيه التافه من خالفك وعصاك وحاربك وجفاك.


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

وكيف يكون ذلك وأنت أكملهم عقلا ، وأتمهم رشدا ، وأسدهم رأيا ،

وأعظمهم حكمة ، واجلدهم بصيرة .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

وكيف تكون مجنونا وأنت أتيت بوحي يكشف الزيغ ، ويزيل الضلال ،

وينسف الباطل ، ويمحو الجهل ، ويهدي العقل ، وينير الطريق .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

لست مجنونا أنك على هدى من الله ، وعلى نور من ربك ،

وعلى ثقة من منهجك ، وعلى بينة من دينك ، وعلى رشد من دعوتك ،

صانك الله من الجنون ، بل عندك كل العقل وأكمل الرشد وأتم الرأي

وأحسن البصيرة ، فأنت الذي يهتدي بك العقلاء ، ويستضيء بحكمتك الحكماء ،

ويقتدي بك الراشدون المهديون .


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

كذب وافترى من وصفك بالجنون وقد ملأت الأرض حكمة والدنيا رشدا

والعالم عدلا ، فأين يوجد الرشد إلا عندك ؟

وأين تكون الحكمة إلا لديك ؟

وأين تحل البركة إلا معك ؟

أنت أعقل العقلاء ، وأفضل النبلاء ، وأجل الحكماء.


(( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))

كيف يكون محمد صلى الله عليه وسلم مجنونا وقد قدم للبشرية

أحسن تراث على وجه الأرض ، وأهدى للعالم أجل تركة عرفها الناس ،

وأعطى الكون أبرك رسالة عرفها العقلاء .

--------

(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أنت يا محمد مهمتك الهداية ، ووظيفتك الدلالة ، وعملك الإصلاح ،

أنت تهدي الى صراط مستقيم ، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية ،

وتذهب الضلالة ، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أنت تهدي إلى صراط مستقيم ، فمن أراد السعادة فليتبعك ،

ومن أحب الفلاح فليقتد بك ، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

أحسن صلاة صلاتك ، وأتم صيام صيامك ، وأكمل حج حجك ،

وأزكى صدقة صدقتك ، وأعظم ذكرك لربك.


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وأنت تهدي الى صراط مستقيم ، من ركب سفينة هدايتك نجا ،

من دخل دار دعوتك أمن ، من تمسك بحبل رسالتك سلم .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

فمن تبعك ما ذل ، وما ضل وزل وما قل ، وكيف يذل والنصر معك ؟

وكيف يضل وكل الهداية لديك ؟

وكيف يزل والرشد كله عندك ؟

وكيف يقل والله مؤيدك وناصرك وحافظك ؟


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة ،

وشريعة غراء ، وملة كاملة ، ودين تام .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

هديت العقل من الزيغ ، وطهرت القلب من الريبة ، وغسلت الضمير من الخيانة ،

وأخرجت الأمة من الظلام ، وحررت البشر من الطاغوت .


(( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ))

وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ، فكلامك هدى ، وحالك هدى ، وفعلك هدى ،

و مذهبك هدى ، فأنت الهادي الى الله ، الدال على طريق الخير ، المرشد لكل بر ،

الداعي الى الجنة.

--------

(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

أد الرسالة كاملة كما سمعتها كاملة ، بلغها تامة مثلما حملتها تامة ،

لا تنقص منها حرفا ، ولا تحذف كلمة ، ولا تغفل جملة .


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك فهي أمانة في عنقك سوف تُسأل عنها ،

فبلغها بنصها وروحها ومضمونها.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك من الوحي العظيم والهدى المستقيم والشريعة المطهرة ،

فأنت مبلغ فحسب ، لا تزد في الرسالة حرفا ، ولا تضف من عندك على المتن ،

لا تُدخل شيئا في المضمون ، لأنك مرسل فحسب ، مبعوث ليس إلا ،

مكلف ببلاغ ، مسؤول عن مهمة ، فمثلما سمعت بلغ ، ومثلما حُملت فأد .


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، عرف من عرف ، وأنكر من أنكر ، استجاب من

استجاب وأعرض من أعرض ، أقبل من أقبل وأدبرمن أدبر.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، بلغ الكل وادع الجميع ، وانصح الكافة ،

الكبراء والمستضعفين ، السادة والعبيد ، والإنس والجن ، الرجال والنساء ،

الأغنياء والفقراء ، الكبار والصغار.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك ، فلا ترهب الأعداء ولا تخف الخصوم ، ولا تخش الكفار ،

ولا يهولك سيف مصلت ، أو رمح مشرع ، أو منية كالحة ، أو موت عابس ،

أو جيش مدجج ، أو حركة حامية.


(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))

بلغ ما أنزل إليك فلا يغريك مال ، ولا يعجبك منصب ، ولا تغرك دنيا ،

ولا يخدعك متاع ، ولا يردك تحرج.

-------

((وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ))

إذا لم تؤد الرسالة كاملة فكأنك ما فعلت شيئا ، وإن لم توصلها تامة فكأنك

ما قمت بها حق القيام ، ولو كتمت منها مقالة أو عطلت منها نصا أو أهملت

منها عبارة فما بلغت رسالة الله وما أدّيت أمانة الله ، نريد منك أن تبلغ

رسالتنا للناس كما ألقيت عليك ، وكما نزل بها جبريل وكما وعاها قلبك.

-------

((والله يعصمك من الناس))

بلغ الرسالة كاملة ولا تخف أحدا ، وكيف تخاف من أحد ونحن معك نحفظك

ونمنعك ونحميك ونذب عنك ؟

لن يقتلك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس

ولن يطفئ نورك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس


ولن يعطل مسيرتك أحد لأن ..

الله يعصمك من الناس

اصدع بما تؤمر ، وقل كلمتك صريحة شجاعة قوية لأن ..

الله يعصمك من الناس.

اشرح دعوتك، وابسط رسالتك ، وارفع صوتك ، وأعلن منهجك ،

وما عليك لأن ..

الله يعصمك من الناس.

كل قوة في الأرض لن تستطيع لك ، كل جبروت في الدنيا لا يهزمك ،

كل طاغية في المعمورة لن يقهرك ، لأن ..

الله يعصمك من الناس.

-------

(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

لقد فتحنا لك يا محمد فتحا مبينا ظاهرا مباركا

فتحنا لك القلوب فغرست بها الإيمان

وفتحنا لك الضمائر فبنيت فيها الفضيلة

وفتحنا لك الصدور فرفعت فيها الحق

وفتحنا لك البلدان فنشرت بها الهدى

وفتحنا لك كنز المعرفة وديوان العلم ومستودع التوفيق ،

وفتحنا بدعوتك القلوب الغلف والعيون العمي والآذان الصم ،

وأسمعنا رسالتك الثقلين.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك فتدفق العلم النافع من لسانك ، وفاض الهدى المبارك من قلبك ،

وسح الجود من يمينك.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك فحزت الغنائم وقسمتها ، وجمعت الأرزاق ووزعتها ، وحصلت على

الأموال وأنفقتها.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك باب العلم وأنت الأمي الذي ما قرأ وكتب ، فصار العلماء ينهلون من

بحار علمك.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا عليك الخير فوصلت القريب وأعطيت البعيد ، وأشبعت الجائع وكسوت العاري ،

وواسيت المسكين ، وأغنيت الفقير ، بفضلنا ورزقنا وكرمنا.


(( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ))

فتحنا لك القلاع والمدن والقرى ، فهيمن دينك ، وارتفعت رايتك ، وانتصرت دولتك ،

فأنت مفتوح عليك في كل خير وبر وإحسان ونصر وتوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:48

الوقفة ( 13 )

محبة الصحابة للنبي

من يطالع سيرة الصحابة يرى ذلك الحب الصادق الفياض لشخص

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، حبا يستولي على النفس

ويملك المشاعر ، حبا لا يعدله حب الولد والوالد والابن والزوجة ،

حبا يصل شغاف القلب ويمازج قرار الروح.

ولكن لماذا أحبوه هذا الحب ؟

إذ لا يوجد في التاريخ كله قوم أحبوا إمامهم أو زعيمهم أو شيخهم

أو قائدهم أو أستاذهم كما أحب أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه

وسلم حتى افتدوه بالمهج ، وعرضوا أجسامهم للسيوف دون جسمه ،

وضحوا بدمائهم لحمايته ، وبذلوا أعراضهم دون عرضه ، فكان بعضهم

لا يملأ عينيه من النظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له ،

ومنهم من ذهب الى الموت طائعا ويعلم أنها النهاية وكأنه يذهب الى

عرس ، ومنهم من احتسى الشهادة في سبيل الله كالماء الزلل ،

لأنه أحب محمدا ودعوته.

بل كانوا يتمنون رضاه على رضاهم ، وراحته ولو تعبوا ،

وشبعه ولو جاعوا ، فما كانوا يرفعون أصواتهم على صوته ،

ولا يقدمون أمرهم على أمره ، ولا يقطعون أمرا من دونه ، فهو المطاع

المحبوب ، والأسوة الحسنة ، والقدوة المباركة.

أما دواعي هذا الحب وأسبابه :

فأعظمها أن هذا الإنسان هو رسول الرحمن ، وصفوة الإنس والجان ،

أرسله الله ليخرجهم من الظلمات الى النور ، ويقودهم الى جنة عرضها

السموات والأرض.

ثم إنهم وجدوا فيه صلى الله عليه وسلم الإمام الذي كملت فضائله

وتمت محاسنه ..

فقد أسرهم بهذا الخلق العظيم والمذهب الكريم ، فوجدوا في قربه

واتباعه جنة وارفة من الإيمان ، بعد نار تلظى من الكفر والجاهلية ..

فهو الذي غسل أرواحهم بإذن الله من أوضار الوثنية ، وزكى نفوسهم

من آثام الشرك ، وطهر ضمائرهم من لوثة الأصنام ، وعلمهم الحياة

الكريمة..

ملأ صدورهم سعادة بعد عمر من القلق والاضطراب والغموم والهموم ،

بنى في قلوبهم صروح اليقين بعد خراب الشك والريبة والانحراف..

كانوا قبل دعوته كالبهائم السائمة ، لا إيمان ، ولا أدب ولا صلاة ،

ولا زكاة ، ولا نور ، ولا صلاح ، حياة مظلمة من عبادة الأصنام ،

وملابسة الفواحش ومعاقرة الخمر وسفك الدماء والسلب والنهب ،

فليس لهم في الحياة رسالة ، وما عندهم عن الله خبر ، وما لديهم

من أمر الدنيا نبأ ، فهم في غيهم يعمهون..

قلوب أقسى من الحجارة ، ونفوس أظلم من الليل ،

وبؤس أشد بشاعة من الموت ، فلا عقل محفوظ ، ولا دم معصوم ،

ولا مال حلال ، ولا عرض مصان ، ولا نفوس راضية ، ولا أخلاق قويمة ،

ولا مجتمع يحترم الفضيلة ، ولا شعب يحمي المبادئ ..

فلما أراد الله إنقاذ هذه البشرية وإسعادها وصلاحها وفلاحها

بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ..

فكأن الناس ولدوا من جديد ، وكأن وجه الدنيا تغير ،

وكأن الأرض لبست ثوبا آخر ، فالوحي يتنزل على هذا الإمام

من لدن لطيف خبير ، وجبريل يغدو ويروح بشريعة نسخت الشرائع ،

فيها سعادة العباد ، وصلاح البشر ، وعمارة الأرض ..

فمسجد يبنى ، ورقبة تعتق ، وصدر يعمر ، وجسد يطهر ،

وصلاة تؤدى ، ومصحف يتلى ، وآية تفسر ، وحديث يشرح ،

وراية تعقد ، وحضارة تبنى ، وأمة تحرر ، قال تعالى :

(( هو الذي بعث في الأميين رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم

ويعلمهم الكتاب والحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))


لقد أحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه وصلهم بالله

ودلهم على رضوانه ، وهداهم الى صراطه المستقيم.


صور من محبة الصحابة للنبي

- دخل صلى الله عليه وسلم يوما على أحد أصحابه فوجده

مهموما مغموما فقال له :

" ماذا دهاك ، وما الذي أهمك ؟ "

فأخذ المحب يبث أشواقه ، فقال :

( يا رسول الله لقد أهمني أمر عظيم ، وهو أننا نكون معك ،

ونشتاق لك ، ويزيد شوقنا لك ونحن بين يديك ..

فكيف إذا مت أو متنا وفارقناك ؟

كيف إذا كنا من أهل الجنة وكنت أنت من أعلاها منزلة ،

كيف نراك ؟

بل كيف لو كنا من أهل النار وحُرمنا رؤياك ؟ )

فبشره الحبيب صلى الله عليه وسلم قائلا :

" المرء مع من أحب "


- ويقول أنس رضي الله عنه :

( دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَال ( أي نام لوقت القيلوله )

فعرق وكان كثير العرق ، وجاءت أمي بقاروره ، فجعلت تُسلت

العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

" يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ "

قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب .


- وفي يوم بدر كان صلى الله عليه وسلم يصف الصفوف وكان

بيده سهم يُعدل به القوم فمر بسواد بن غزيه وهو متقدم في

الصف ، فطعنه في بطنه بالسهم وقال :

" استوِ يا سواد "

فقال سواد رضي الله عنه :

يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأَقِدني

من نفسك .

فقال له صلى الله عليه وسلم :

" لك ما أردت ، اقتص لنفسك "

وعرض نفسه له ، فقال له :

يا رسول الله لكن بطني كان مكشوفا فلا بد أن تكشف بطنك .

فكشف له النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال :

" اقتص لنفسك يا سواد "

فما كان من الجندي إلا أن اعتنق بطن النبي صلى الله عليه وسلم ،

وأخذ يمرغ وجهه ولحيته في بطنه ، فقال له صلى الله عليه وسلم :

" ما حملك على هذا يا سواد ؟ "

فقال :

يا رسول الله حضر ما ترى ولا ندري نحيا أو نموت ، فأردت أن يكون

آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك .

فدعا له صلى الله عليه وسلم بخير .


- وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال :

لما صفت الصفوف في بدر فإذا أنا بين صبية صغار فضاق صدري لأني

أردت رجالا يحمون ظهري ، فلما تكلما علمت أنهما من أرجل الرجال ..

قالا : يا عم أين أبي جهل ؟

قال : وماذا تريدان منه ؟

قالا : سمعنا أنه كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم ..

قلت : فماذا تفعلان إن عرفتماه ؟

قالا بنبرة المحب الصادق الشجاع :

والله إن رأيناه لا يفارق سوادنا سواده .. والله لا نجونا إن نجا ..

فلما ظهر له أنهما صادقين أخبرهما بمكانه فانطلقا إليه كالسهم ،

وخرقوا الصفوف وابتدروه بأسيافهما حتى أردوه قتيلا ، ورجعا

للحبيب صلى الله عليه وسلم يزفان البشرى كل يقول :

أنا قتلت عدو الله ..

- ويوم أُحد يوم أن انقلبت الموازين وفر من فر ثبتت كوكبة مع النبي

صلى الله عليه وسلم من بينهم امرأة ضعيفة..

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" ألتفتُ يمنه أم عماره تذود عني .. ألتفتُ يسره أم عماره تذود عني "

فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :

" يا أم عماره .. يا أم عماره .. من يطيق ما تطيقين يا أم عماره

سليني .. تمني يا أم عماره "

قالت رضي الله عنها :

نتمنى رفقتك في الجنه يا رسول الله..

قال لها :

" أنتم رفقائي في الجنه "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:54

الوقفة ( 14 )

خصائص النبي في الآخرة

لقد خص الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بخصائص وفضائل

كانت شواهد وبراهين على تفضيل الله تعالى لنبيه ورسوله محمد

صلى الله عليه وسلم على سائر خلقه وعلى منزلته العظيمة ودرجته

الرفيعة عنده تبارك وتعالى.

و هذه الخصائص تبين لكل مسلم عظيم قدر نبينا صلى الله عليه وسلم ورفعة

مكانته عند الله عز وجل وذلك مما يزيد في تعظيم وتوقير النبي صلى الله

عليه وسلم والحرص على اتباعه واقتفاء أثره والسير على سنته وهذه بعض

خصائصه في اليوم الآخر :


- أنه سيد ولد آدم يوم القيامة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع

وأول مشفع "

قال العز بن عبد السلام :

( السيد من اتصف بالصفات العلية والأخلاق السنية ، وهذا مشعر بأنه

أفضل منهم في الدارين ..

أما في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة

وأما في الآخرة فلأن الجزاء مرتب على الأخلاق والأوصاف

فإذا فضلهم في الدنيا في المناقب والصفات

فضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات

وإنما قال صلى الله عليه وسلم :

" أنا سيد ولد آدم "

لتعرف أمته منزلته من ربه عز وجل )

وسيادة النبي صلى الله عليه وسلم للناس يوم القيامة تظهر واضحة جلية

بما سيناله من الشرف العظيم يوم القيامة وعلى رأس ذلك الشرف شفاعته

في أهل الموقف واختصاصه بذلك من بين الأنبياء والرسل.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة ، فرفعت إليه الذراع

وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال :

" أنا سيد الناس يوم القيامة ، هل تدرون بمن يجمع الله الأولين والآخرين

في صعيد واحد ، فيبصرهم الناظر ، ويسمعهم الداعي ، وتدنو منهم الشمس ،

فيقول بعض الناس :

ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ؟

ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم ؟

فيقول بعض الناس : أبوكم آدم.

فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه

وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ؟

ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟

فيقول : ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله

ونهاني عن الشجرة فعصيت ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ،

اذهبوا إلى نوح.

فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ،

وسماك الله عبدا شكورا ، أما ترى ما نحن فيه ؟

ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ألا تشفع لنا إلى ربك ؟

فيقول : ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضبه بعده مثله ،

نفسي نفسي ، ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم .

فيأتوني ، فأسجد تحت العرش ، فيقال :

يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع ، وسل تعطه "


- أنه أول شافع وأول مشفع

وهذا أمر خص الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم إذ جعله

الشفيع يوم المحشر في إتيان الله سبحانه لفصل القضاء بين عباده

وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له والذي يحيد عنه أولو العزم

من الأنبياء والمرسلين حتى تنتهي النوبة إليه فيكون هو المخصوص

به صلى الله عليه وسلم .

قال ابن تيمية رحمه الله :

( اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند

الله سبحانه ، ولا جاه لمخلوق عند الله أعظم من جاهه ، ولا شفاعة

أعظم من شفاعته )

كما أنه أول من يشفع في دخول الجنة فعن ، أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا "


- أن الله جعل لواء الحمد بيد النبي يوم القيامة

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، ما من أحد إلا هو تحت لوائي

يوم القيامة ينتظر الفرج ، وإن معي لواء الحمد ، أنا أمشى ويمشى

الناس معي ، حتى آتي باب الجنة ، فأستفتح فيقال من هذا ؟

فأقول : محمد

فيقال : مرحبا بمحمد

فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه "

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي

يومئذ آدم فمن سواه ، إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض

ولا فخر "


- أنه أول من يجيز على الصراط وأول من يقرع باب الجنة

وأول من يدخلها

وهذه الأمور مما خص به النبي صلى الله عليه وسلم عن باقي الأنبياء

السابقين.

ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الطويل قال :

( أن ناساً قالوا :

يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر

قالوا : لا يا رسول الله

قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

قالوا : لا يا رسول الله

قال : فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان

يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان

القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة

فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورته التي يعرفون

فيقول : أنا ربكم

فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا

عرفناه

فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول :

أنا ربكم

فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه

ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز

ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم

وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان

قالوا : نعم يا رسول الله

قال : فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله

تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى

ينجى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته

من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك

بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم

في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود

حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا

فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم

يخلو الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار

وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار

فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه

ثم يقول الله تبارك وتعالى :

هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره

فيقول : لا أسألك غيره

ويعطي ربه من ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على

الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول :

أي رب قدمني إلى باب الجنة

فيقول الله له : أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي

أعطيتك ويلك يا بن آدم ما أغدرك

فيقول : أي رب

ويدعو الله حتى يقول له :

فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره

فيقول : لا وعزتك

فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا

قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور

فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول :

أي رب أدخلني الجنة

فيقول الله تبارك وتعالى له : أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن

لا تسأل غير ما أُعطيت ويلك يا بن آدم ما أغدرك

فيقول : أي رب لا أكون أشقى خلقك

فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه

قال : ادخل الجنة

فإذا دخلها قال الله له : تمنه

فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا حتى إذا انقطعت

به الأماني قال الله تعالى ذلك لك ومثله معه "

وفي رواية وعشرة أمثاله معه.


وعن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة "

وعن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟

فأقول : محمد

فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "


الخصائص التي خص الله بها أمة محمد

اختصت هذه الأمة بخصائص وفضائل ، فلقد أكرم الله هذه الأمة بنعم

جليلة ومنح عظيمة ، هي في أصلها إكرام من الله تعالى لنبيه صلى

الله عليه وسلم ، ولو لم تتبعه لما أعطت هذه الكرامات وتلك الميزات.

فلقد جعل الله تعالى هذه الأمة خير الأمم ، واصطفاها من جميع الخلق

لتكون أمة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، واجتباها لتكون الأمة الوسط

الشاهدة على جميع الأمم السابقة.

قال تعالى :

(( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر

وتؤمنون بالله ))

وعن معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى

الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى :

(( كنتم خير أمة أخرجت للناس ))

قال :

" إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله "

وفي لفظ :

" أنتم أفخرها وأكرمها على الله عز وجل "

ومن فضل الله على هذه الأمة أنهم مع كونهم أقل عملا ممن قبلهم ،

فهم أكثر أجرا كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون

له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم ، فعملوا له نصف النهار ،

فقالوا :لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل

فقال لهم : لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا ، فأبوا وتركوا

واستأجر آخرين بعدهم فقال :

أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا ،

حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا :

لك ما عملنا باطل ، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه

فقال لهم : أكملوا بقية عملكم فإن ما بقي من النهار شيء يسير ، فأبوا ،

فاستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم ، فعملوا بقية يومهم حتى غابت

الشمس ، واستكملوا أجر الفريقين كليهما ، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا

من هذا النور "

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

( والمراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم ، وأن ذلك ليس منوطا

بكثرة العمل وقلته ، بل بأمور أخر معتبرة عند الله تعالى )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول :

" نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أتوا الكتاب من قبلنا "

فهذه الأمة هم أول من يقضى لهم يوم القيامة .

ومما خص الله تعالى به هذه الأمة يوم القيامة أنها تكون مع نبيها صلى الله

عليه وسلم أول من يجتاز الصراط من الأمم .

وكذلك فإن هذه الأمة هم أول من يدخل الجنة من الأمم فعن أبي هريرة

رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة "

ومما خص الله به هذه الأمة أن جعل الزمرة الأولى منها

( وهي التي تدخل الجنة من غير حساب ولا عذاب )

تدخل الجنة من الباب الأيمن من أبواب الجنة.

فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( حديث الشفاعة الطويل )

وفيه :

" فأقول يارب أمتي أمتي ، فيقال :

يامحمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من

أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب..."



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 15:58



الوقفة ( 15 )

أروع قصص الحب


هذه الوقفه عن أروع قصص الحب و لكن :

من المُحب ؟

و من المحبوب ؟

و ما نوع الحب ؟


أما المُحب

فالشجر و الحجر و والجبل و السهل و الحيوان و الطير

و الحديث عن حب البشر له فشيء آخر و حديث آخر ما بالكم بحب

أعين اكتحلت بالنظر إلى وجهه الكريم و آذان تلذذت بسماح حديثه

ما بالكم بحب من جالسه و عاشره صلى الله عليه و سلم لا شك أنه

حب لم يُشهد مثله على وجه البسيطة.


أما المحبوب

فهو خير من مشى على الأرض و خير من طلعت عليه الشمس

بل هو شمس الدنيا و ضياؤها بهجتها و سرورها ..

ريقه دواء

و نفثه شفاء

و عرقه أطيب الطيب

أجمل البشر

و أبهى من الدرر

يأسر القلوب و يجتذب الأفئدة

متعة النظر و شفاء البصر

إذا تكلم أساخت له لقلوب قبل الأسماع فلا تسل عما يحصل لها

من السعادة و الإمتاع

كم شفى قلبا ملتاعا و كم هدى من أوشك على الهلاك و الضياع

المحبوب هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم .

قال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه :

( من تحركت لعظمته السواكن فحن إليه الجذع ، و كلمه الذئب ،

و سبح في كفه الحصى ، و تزلزل له الجبل كل كنى عن شوقه

بلسانه يا جملة الجمال ، يا كل الكمال ، أنت واسطة العقد و زينة الدهر

تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر ، و البحر على القطر

و السماء على الأرض .

أنت صدرهم و بدرهم و عليك يدور أمرهم ، أنت قطب فلكهم ،

و عين كتبهم و واسطة قلادتهم ، و نقش فصهم و بيت قصدهم .

ليلة المعراج ظنت الملائكة أن الآيات تختص بالسماء فإذا آية الأرض

قد علت .

ليس العجب ارتفاع صعودهم لأنهم ذوو أجنحة ، إنما العجب لارتفاع

جسم طبعه الهبوط بلا جناح جسداني )


أما نوع الحب

فيكفي أنه حب أنطق الحجر و حرك الشجر و أبكى الجذع و أسكب دمع

البعير فما بالك بإنسان له جنان يفيض بالحب و الحنان ؟




وهذه جولة في بستان المحبة نختار منها أروع قصص الحب للحبيب

المصطفى صلى الله عليه وسلم :

الجذع يحن

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

( كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم

إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك

الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع

يده عليها فسكنت )

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم

كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل

يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال :

" إن شئتم "

فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح

الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي

يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها )

و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال :

( أما و الذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا

على رسول الله صلى الله عليه و سلم )

فأمر به فدفن .

الحمامة تشتكي

عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه قال :

( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ومررنا بشجرة فيها

فرخا حمرة فأخذناهما قال فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلى الله عليه

وسلم وهي تصيح فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" من فجع هذه بفرخيها "

قال فقلنا : نحن

قال : " فردوهما "

الطعام و الحجر يسبح

روى علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال :

( إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى

الله عليه وسلم بركة لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم

ونحن نسمع تسبيح الطعام .

قال : وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء

ينبع من بين أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الوضوء

المبارك والبركة من السماء حتى توضأنا كلنا )

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال :

" إني لشاهد عند رسول الله في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده

وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فسمع تسبيحهن من في الحلقة "

الجبل يهتز فرحا برسول الله صلى الله

عن أنس رضي الله عنه قال :

( صعد النبي صلى الله عليه و سلم جبل أحد و معه أبو بكر و عمر و عثمان

رضي الله عنهم فرجف بهم الجبل ، فقال :

" اثبت أحد فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان "

قال بعض الدعاة و إنما اهتز فرحا و طربا و شوقا للقاء رسول صلى الله عليه

و سلم و صحبه .

الأسد يودع مولى رسول الله

عن محمد بن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال :

( ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها لوحا من ألواحها فطرحني

اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت :

يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم

فطأطأ رأسه و أقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة و وضعني

على الطريق و همهم فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به )



نماذج من حب البشر

أبو بكر الصديق

عن عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى

عنهما أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله تعالى عليه

وسلم قال :

( بينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة

بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولوى ثوبه

في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول

الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم

بالبينات من ربكم )

خشيت ألا أراك

روى الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت :

( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي

من نفسي و إنك لأحب إلي من ولدي و إني لأكون في البيت فإذكرك فما اصبر

حتى أتي فأنظر إليك و إذا ذكرت موتي و موتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة

رفعت مع النبيين و أني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي

صلى الله عليه و سلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلم بهذه الآية :

((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين

والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ))

أسألك مرافقتك في الجنة

عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه :

( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته بوضوئه , و حاجته ،

فقال لي : " سل "

فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة

قال : " أو غير ذلك "

قلت : هو ذاك

قال : " فأعني على نفسك بكثرة السجود "

كل مصيبة بعدك جلل

روى ابن جرير الطبري في التاريخ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

قال :

( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها

وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد ، فلما نُعوا لها قالت :

فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قالوا : خيرا يا أم فلان

هو بحمد الله كما تحبين

قالت : أرنيه حتى أنظر إليه ، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت :

كل مصيبة بعدك جلل .

تريد صغيرة .

الصديق يتمنى سرعة اللحاق

عن عائشة رضي الله عنها قالت :

( إن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال :

( أي يوم هذا ؟ )

قالوا : يوم الاثنين

قال : ( فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد فإن أحب الأيام و الليالي

إلي أقربها من رسول الله صلى الله عليه و سلم )

لا يخلص إلى رسول صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :

( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع

فقال لي : " إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله

كيف تجدك ؟ "

قال فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وبه سبعون ضربة

ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقلت :

يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك

أخبرني كيف يجدك ؟

فقال : وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام قل له يا رسول الله

أجد ريح الجنة ، وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى

رسول صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف ، وفاضت روحه من وقته )

غدا ألقى الأحبة

عندما احتضر بلال رضي الله عنه قالت امرأته : واحزناه

فقال: ( بل وا طرباه غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه )

فمزج مرارة الموت بحلاوة الشوق إليه صلى الله عليه و سلم .

ابن الزبير يشرب الدم

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم في طست فأعطاه عبد الله

بن الزبير رضي الله عنه ليريقه فشربه فقال له ‏:‏

‏" لا تمسك النار إلا تحلة القسم ، وويل لك من الناس ، وويل للناس منك‏‏ "

وفي رواية‏‏ أنه قال له ‏:‏

‏" ‏يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد ‏‏"

فلما بعُد عمد إلى ذلك الدم فشربه ، فلما رجع قال صلى الله عليه وسلم ‏:‏

‏" ‏ما صنعت بالدم‏ ؟ ‏‏"

‏ قال ‏:‏ ( إني شربته لأزداد به علما وإيمانا ، وليكون شيء من جسد رسول

الله صلى الله عليه وسلم في جسدي ، وجسدي أولى به من الأرض )

‏ فقال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏

‏‏" ابشر لا تمسك النار أبدا ، وويل لك من الناس وويل للناس منك‏‏‏ "

نحري دون نحرك

كان أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه يحمي رسول الله صلى الله عليه

و سلم في غزوة أحد و يرمي بين يديه ، و يقول :

" بأبي أنت و أمي يا رسول الله لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم

نحري دون نحرك "

و عن قيس بن أبي حازم قال :

( رأيت يد طلحة شلاء ، وقى بها النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد )

إليهم يحن قلبي

عن عبدة بنت خالد بن معدان قالت :

( ما كان خالد يأوي إلى فراش إلا و هو يذكر من شوقه إلى رسول الله صلى

الله عليه و سلم و إلى أصحابه من المهاجرين و الأنصار يسميهم و يقول :

هم أصلي و فصلي و إليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم فعجل ربي قبضي

إليك حتى يغلبه النوم )

أعطني عينيك أقبلها

قال ثابت البناني لأنس بن مالك رضي الله عنه :

( أعطني عينيك التي رأيت بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبلها )



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:05

الوقفة ( 16 )

نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم

ينبغي لنا معرفة نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومبطلاته

حتى يحترز المسلم من الوقوع فيها ، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله

عنه قال :

( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله

عن الشر مخافة أن يدركني )

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :

( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا

يعرف الجاهلية )

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ..

أعظم هذه الأمة إيمانا لكمال معرفتهم بالخير والشر

وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر

لما علموه من حسن حال الإيمان والعمل الصالح

وقبح حال الكفر والمعاصي .

نواقض الإيمان به صلى الله عليه وسلم

لما كان الإيمان به صلى الله عليه وسلم يعني تصديقه وتصديق ما جاء به

صلى الله عليه وسلم ، والانقياد له ، فإن الطعن في أحد هذين الأمرين ينافي

الإيمان ويناقضه فالنواقض على هذا الاعتبار يمكن تقسيمها إلى قسمين :

القسم الأول : الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.

القسم الثاني : الطعن فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما هو معلوم

من الدين بالضرورة ، إما بإنكاره أو بانتقاصه.

القسم الأول

الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم

ومما يدخل تحت هذا القسم نسبة أي شيء للرسول صلى الله عليه وسلم

مما يتنافى مع اصطفاء الله له لتبليغ دينه إلى عباده ، فيكفر كل من طعن

في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أو أمانته أو عفته أو صلاح عقله

ونحو ذلك.

كما يكفر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو عابه ، أو ألحق به

نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه ، أو خصلة من خصاله ، أو عرض به ،

أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه

أو الغض منه أو العيب له ، فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كفرا ،

وكذلك من لعنه ، أو دعا عليه ، أو تمنى مضرة له ، أو نسب إليه مالا يليق

بمنصبه على طريق الذم ، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام

وهُجر ومنكر من القول وزور ، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة

عليه ، أو تنقصه ببعض العوارض البشرية الجائزة المعهودة لديه .

فالساب إن كان مسلما فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف ، وهو مذهب الأئمة الأربعة

وغيرهم .

وإن كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك وأهل المدينة وهو مذهب أحمد

وفقهاء الحديث وهو المنصوص عن الشافعي نفسه كما حكاه غير واحد .

وهذا الحكم على الساب والمستهزئ ، يستوي فيه الجاد والهازل بدليل قوله

تعالى :

(( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم

تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ))

وقد رُوي عن رجال من أهل العلم منهم ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال

رجل من المنافقين في غزوة تبوك :

( ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند

اللقاء ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء ، فقال له

عوف ابن مالك :

كذبت ولكنك رجل منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب

عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه ،

فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب

ناقته ، فقال :

يارسول الله إنما كنا نلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق

قال ابن عمر رضي الله عنهما :

كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن

الحجارة لتنكب رجليه ، وهو يقول :

إنما كنا نخوض ونلعب ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون "

ما يلتفت إليه ، ولا يزيده عليه )

فهؤلاء لما تنقصوا النبي صلى الله عليه وسلم حيث عابوه والعلماء من

أصحابه واستهانوا بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك وإن قالوه ، استهزاء

فكيف بما هو أغلظ من ذلك ؟

ومن الأدلة على كفر الطاعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم

قوله تعالى :

(( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم

عذابا أليما ))

واللعن :

الإبعاد عن الرحمة ، ومن طرده عن رحمته في الدنيا والآخرة لا يكون

إلا كافرا .

وفي هذه الآية قرن الله بين أذى النبي صلى الله عليه وسلم وأذاه كما قرن

في آيات أخر بين طاعته وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وفى هذا وغيره

بيان لتلازم الحقين ، وأن جهة حرمة الله تعالى ورسوله جهة واحدة ، فمن

أذى الرسول فقد أذى الله ، ومن أطاعه فقد أطاع الله ، لأن الأمة لا يصلون

ما بينهم وبين ربهم إلا بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد

منهم طريق غيره ولا سبب سواه ، وقد أقامه الله مقام نفسه في أمره ونهيه

وإخباره وبيانه فلا يجوزأن يفرق بين الله ورسوله في شيء من هذه الأمور .

ومن الأدلة الواردة في السنة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله "

فقام محمد بن مسلمة فقال : يارسول الله أتحب أن أقتله ؟

قال : " نعم "

فعلم من هذا الحديث أن من آذى الله ورسوله كان حقه أن يقتل كما قتل

كعب بن الأشرف والأدلة من الكتاب والسنة على هذه المسألة كثيرة .

و سب النبي صلى الله عليه وسلم تعلق به عدة حقوق :

1- حق الله سبحانه

من حيث كفر برسوله ، وعادى أفضل أوليائه وبارزه بالمحاربة ،

ومن حيث طعن في كتابه ودينه ، فإن صحتهما موقوفة على صحة الرسالة ،

ومن حيث طعن في ألوهيته ، فإن الطعن في الرسول طعن في المرسل

وتكذيبه تكذيب لله تبارك وتعالى وإنكار لكلامه وأمره وخبره وكثير

من صفاته.

2 - وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم

من حيث خصوص نفسه ، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما

يؤذيه أخذ ماله ، وأكثر مما يؤذيه الضرب ، بل ربما كانت عنده أعظم من

الجرح ونحوه ، خصوصا من يجب عليه أن يظهر للناس كمال عرضه

وعلو قدره لينتفعوا بذلك في الدنيا والآخرة ، فإن هتك عرضه وعلو قدره

قد يكون أعظم عنده من قتله ، فإن قتله لا يقدح عند الناس في نبوته ورسالته

وعلو قدره كما أن موته لا يقدح في ذلك ، بخلاف الوقيعة في عرضه

فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه وسوء الظن به ما يفسد

عليهم إيمانهم ويوجب لهم خسارة الدنيا والآخرة .


3 - و حق جميع المؤمنين

من هذه الأمة ومن غيرها من الأمم به ، فإن جميع المؤمنين مؤمنون به

خصوصا أمته فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به ، بل عامة الخير

الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته فالسب له أعظم عندهم من سب

أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وسب جميعهم ، كما أنه أحب إليهم من أنفسهم

وأولادهم وآبائهم والناس أجمعين.

وبهذا يعلم أن السب فيه من الأذى لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ما ليس

في غيره من الأمور كالكفر والمحاربة.

ويستثنى من ذلك المكره بدليل قوله تعالى :

(( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))

فالآية نزلت في عمار بن ياسر رضي الله عنه حين عذبه المشركون

حتى يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فوافقهم على ذلك مكرها وجاء

معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية .

القسم الثاني :

الطعن فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم

الطعن فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم إما بإنكاره أو انتقاصه.

فإذا اجتمعت الشروط التالية في المنكر وهي :

أ ‌- أن يكون ذلك الأمر المنغص من الأمور التي أجمعت عليها الأمة وأن

يكون من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة :

أي أن يكون علمه منتشرا كالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ،

وعموم رسالته .

ب ‌- أن لا يكون المنكر حديث عهد بالإسلام لا يعرف حدوده فهذا إذا أنكر

شيئا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة جهلا به فانه لا يكفر .

ج - أن لا يكون المُنكِر مكرها على ذلك ، فإن المكره له كما قال

تعالى :

(( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))

والمُنكِر في هذه الحالة يحكم بكفره وانتقاض إيمانه.

والمنتقص لأمور الدين إذا كان غير مكره فإنه يكفر سواء كان جادا

في ذلك أم هازلا.

و من الأمثلة على ذلك :

أولا :

أن يعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه

وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذين يفضلون القانون الوضعي على

حكم الشرع ويصفون الشريعة الإسلامية بالقصور والرجعية وعدم مسايرة

التطور ، وهذا من أعظم المناقضة لشهادة أن محمدا رسول الله.

ثانيا :

من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل

به فهو كافر .

ثالثا :

اعتقاد الإنسان أنه يسعه الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه

وسلم ، ولهذا الأمر صورتان :

الأولى

أن لا يرى وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا وجوب طاعته

فيما أمر به وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم القدر

علما وعملا وأنه يجوز تصديقه وطاعته ولكنه يقول إنه لا يضر اختلاف الملل

إذا كان المعبود واحدا ويرى أنه تحصل النجاة والسعادة بمتابعة الرسول صلى

الله عليه وسلم وبغير متابعته وهذا هو قول الفلاسفة والصابئة وهذا القول لا ريب

في كفر صاحبه :

( فمن نواقض الإسلام أن يعتقد الإنسان عدم كفر المشركين ويرى صحة مذهبهم

أو يشك في كفرهم )

وهذا القول هو الذي ينادي به في وقتنا الحاضر من يدعون إلى وحدة الأديان

ويروج لهم في ذلك الماسونية اليهودية .

الثانية

من يرى طلب العلم بالله من غير خبره ، أو العمل لله من غير أمره ، وهؤلاء

وإن كانوا يعتقدون أنه يجب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم أو تجب

طاعته ، لكنهم في سلوكهم العلمي والعملي غير سالكين هذا المسلك بل

يسلكون مسلكا آخر إما من جهة القياس والنظر ، وإما من جهة الذوق والوجدان ،

وإما من جهة التقليد ، وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم إما أن يعرضوا

عنه وإما أن يردوه إلى ما سلكوه.

وإضافة إلى هذه النواقض فإن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ينتقض أيضا

بالنواقض العامة الأخرى للإسلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:08

[size=21]الوقفة ( 17 )

محمد صلى الله عليه وسلم خطيبا

قال تعالى : (( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ))

لقد آتاه الله سبحانه فصاحه في الكلام تأخذ بالقلوب ، وحديث يأسر الأرواح ،

صحة مخارج وإشراق عبارة وحسن ديباجة ، وانتقاء ألفاظ، ورصانة جمل ،

حتى كأن حديثه روض فواح ، أو حديقة غناء باكرها الغيث وصحبتها الصبا ،

وداعبها النسيم ، وقد آتاه الإعجاز في إيجاز ، والبلاغة في اختصار ، وقد

أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك فقال :

" أوتيت جوامع الكلم "

وفي رواية :

" واختصر لي الكلام اختصارا "

وشملت احاديثه وهي ما يقارب العشرة آلاف حديث كل فصول الحياة وأبواب

الآخرة وأخبار الماضي ومعجزات المستقبل ، فيكفي ويشفي ويفي المقصود ،

ويستولي على المعاني ويطوي مسافات من الأحكام والعقائد والآداب والأخلاق

في جملتين زاهيتين جامعتين ، فتصبح قاعدة للعلماء ومثلا للحكماء وكلمة شاردة

للأدباء.

ومن شاء أن يعرف سمو كلامه صلى الله عليه وسلم وجزالة لفظه وقوة عبارته

ونصاعة بيانه ، فليقارنه بكلام غيره من البشر مهما عظمت فصاحته.

ولو دخلنا ناديا به لوحات من الكلمات الخالدة والعبارات المؤثرة لخطباء العالم

وشعراء الدنيا ونوابغ الدهر ، ثم نظرت الى كلامه صلى الله عليه وسلم لرأينا

كلامه ناسخا لمحاسن كلام غيره ، حتى كأنه ما أعجبنا قبل كلامه كلام ،

ولا هزنا قبل حديثه حديث ، بل إننا لنجد الرجل العامي الذي ما تمرس على

ضروب الكلام ولا ميز بين مختلف الكلام ، يجد للفظ الرسول صلى الله

عليه وسلم وقعا خاصا ومذاقا آخر.

ومن الأمثلة على ذلك

- يريد صلى الله عليه وسلم أن يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه وصية

جامعة مانعة شافية كافية ، فيأتي بعبارة موجزة مليئة بالفوائد ،

حافلة بالشوارد ، بديعة المنزع ، مشرقة الديباجة ، فيقول :

" اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس

بخلق حسن "

- و سأله صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النجاة

ما هي ؟

فلا يتلعثم ولا يتعثر ولا يفكر ، إنما ينطلق فمه الشريف بجملة راشدة واعية

موحية فيقول :

" كف عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك "

- ويركب صلى الله عليه وسلم راحلته ومعه ابن عباس رضي الله عنهما ،

فيوصيه صلى الله عليه وسلم بوصية حضرته في الحال ، فيخرجها في حلة

من البيان تأسر الألباب ، ويضعها في طبق من الفصاحة يكاد يذهب ضوؤه

بالأبصار ، يقول :

" يا غلام .. إني أعلمك كلمات :

احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك

في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بال له، واعلم أن الأمة

لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو

اجتمعوا أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام

وجفت الصحف.

واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا "

- ويقول صلى الله عليه وسلم :

" إنما الأعمال بالنيات "

- ودخل طفل من الأنصار له طائر يلعب به فمات فيقول صلى الله عليه وسلم :

" يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ "

فانظر الى تقابل العبارة وحسن السجعة وموازنة الجملتين .

- ويقول في حنين على وجه العجلة :

" أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب "

فلو أن علماء الكلام أرادوا هذا الكلام على عجلة من أمرهم لما تأتى لهم.

ولا غرابة ان يكون صلى الله عليه وسلم أفصح الناس فإن معجزته الكبرى

وآيته العظمى هو القرآن الذي أدهش الفصحاء وأفحم الشعراء وأذهل العرب ،

فلا بد أن يكون هذا النبي الموحى إليه بدرجة سامية من البيان الخلاب الجذاب

الذي يستولي على الألباب.


محمد صلى الله عليه وسلم مفتيا

قال تعالى :

(( ويستفتونك في النساء ))

كان صلى الله عليه وسلم مؤيدا من ربه في علم الفتيا ، فقد فتح الله عليه

أبواب المعرفة وكنوز الفهم ، فكان عنده جواب لكل سائل على حسب حاله

وما يصلح له وما ينفعه في دنياه وأخراه.

كان الجواب ثوبا مفصلا على السائل يفصله تماما على الذي أحسن ، مع جمال

الأداء وبهاء الإلقاء ومتعة التلقي منه ، فكأنه قرأ حياة السائل قبل أن ياتيه ،

وألم بدخائله ومذاهبه قبل أن يستفتيه ، وما ذاك إلا لقوة أنوار النبوة وبركة

الوحي وأثر التوفيق والفتح الرباني.

ومن الأمثلة على ذلك

- يسأله شيخ كبير أدركه الهرم وأضناه الكبر عن عمل يداوم عليه ، فأفتاه بعمل

يسير يناسب حاله على أفضل عمل وأسهل عبادة وأيسر طاعة ، في لفظ وجيز :

" لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله "

- وجاءه غيلان الثقفي رضي الله عنه ، وكان قوي البنية ضخم الأعضاء صلب

الجسم ، فسأله عن عمل يتقرب به الى الله تعالى ، فقال :

" عليك بالجهاد في سبيل ال له"

فانظر لحسن اختياره للعمل وملاحظته استعداد الرجل وما يصلح له ويناسب حاله ،

فيا لها من فطنة باهرة وحكمة عامرة.

- وسأله أبو ذر رضي الله عنه وكان غضوبا حاد الطباع أن يوصيه فقال :

" لا تغضب "

ثلاثا

فكان هذا دواءه وعلاج حالته وبلسم حاله الذي لا يصرف إلا من صيدلية

النبوة المباركة.

وصارت هذه الكلمة قاعدة من قواعد الدين وأصلا من أصول الشريعة.

- ويرى أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يصعد جبلا فيقول له :

" عليك بلا حول ولا قوة إلا بال له، فإنها كنز من كنوز الجنة "

فهذه الكلمة تناسب صعود الجبال وحمل الأثقال ، لأن فيها البراءة من قوة العبد

وحوله وطلب المعونة من الله والمدد ، فما أحسن الاختيار في هذا الإرشاد مع

مراعاة مقتضى المقام.

- ويرى صلى الله عليه وسلم ضعف أبي ذر رضي الله عنه وقلة تحمله فيأمره

باجتناب الإمارة ، لأنه ضعيف ، وهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة ،

لأن مثل أبي ذر رضي الله عنه له أبواب في الخير يجيدها غير باب الولاية ،

فانظر لفطنته صلى الله عليه وسلم ومعرفته بمواهب الناس ، قال تعالى :

(( إن هو إلا وحي يوحى ))

- ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه الى اليمن :

" إنك تأتي أقواما أهل كتاب "

وذلك لينبه معاذا رضي الله عنه الى معرفة أقدار المخاطبين ، والاطلاع على

أحوالهم ليقول لهم ما يناسبهم.

- ويوصي معاذا رضي الله عنه وهو رديفه على حمار بحق الله على العبيد وحق

العبيد على الله ، لأن معاذا رضي الله عنه عالم داعية تناسبه هذه الوصية الكبرى ،

وسوف يبلغها للأمة ، لأنه في مكان التوجيه والإرشاد والنصح ، وهذا الذي فعله

معذا رضي الله عنه في حياته ، ولو كان أعرابيا لما ناسبه هذا الكلام.

- وجاءه حصين بن عبيد رضي الله عنه فسأله :" كم تعبد ؟ "

قال : سبعة ، واحدا في السماء وستة في الأرض

قال : " من لرغبك ورهبك ؟ "

قال : الذي في السماء

قال : " فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء "

ثم قال له : " قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي "

فهذا الدعاء يناسب حال حصين بن عبيد رضي الله عنه وما كان فيه من أمر

مريج ومن اشتباه حال وشك مريب وفوات رشد وبعد صواب ، فناسب أن

يطلب الرشد من ربه وأن يستعيذ من شر نفسه كل بلاء منها.

- وأرشد صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الى أن

يقول : " اللهم اهدني وسددني "

وهذا يناسب حال علي رضي الله عنه ، فإنه عاش حتى أدرك اختلاف الأمور

وظهور الفتن والتباس الحال التي تتطلب الهداية من الله في هذا الجو المظلم ،

وطلب السداد من الحي القيوم عند هذه الواردات والآراء والأهواء.

فسبحان من ألهم رسوله صلى الله عليه وسلم وفتح على نبيه صلى الله عليه وسلم

وأفاض عليه من مكنون الفهم ومخزون الفقه ما فاق الوصف وجل عن المدح .

وليس كلامه صلى الله عليه وسلم بكلام شعر من الشعراء الذين يهرفون بما لا

يعرفون وفي كل واد يهيمون ، وإنما زخرفهم من خيالاتهم الفاسدة ومن تصوراتهم

الكاسدة ، فأما هو فصانه الله من ذلك ، بل كلامه وحي يوحى وشرع يتلى ،

وليس قوله بقول سياسي يسترضي به الملأ وينافق به الجمهور ويروج به

بضاعته المزجاة ، بل كان صلى الله عليه وسلم نبيا ربانيا ورسولا معصوما

ينقل عن جبريل عن ربه حكمة راشدة وملة هادية ودينا قيما.

ولم يكن صلى الله عليه وسلم أديبا يغرف من مخزون ثقافته ومن فيض ذاكرته

التي جمعها هذا الأديب من نتاج الناس وزبد ثقافات البشر أبناء الطين وسلالة

التراب ، بل كان صلى الله عليه وسلم معلما معصوما أن يزيغ ، محفوظا

أن يضل ، مصانا أن يجازف.
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:11

[size=21]الوقفة ( 18 )

محمد صلى الله عليه وسلم طاهرا مطهرا

قال تعالى :

(( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله

بإذنه وسراجا منيرا ))

لقد أكمل الله سبحانه المحاسن لرسوله صلى الله عليه وسلم

وأتم عليه نعمة الفضل ، واختصه بالعناية حتى صار الأسوة الحسنة

في كل فضيلة ..

فمنه تتعلم فنون المكارم

ومن برديه تنبع صفوة المناقب

لأن من لوازم القدوة أن يكون مثاليا جامعا لما تفرق في الأخيار من سجايا حميدة

فكان صلى الله عليه وسلم ذاك الإنسان المجتبى من ربه المصطفى من خالقه

ليقود الناس الى أحسن الأخلاق وأنبل الأعمال وأكرم المذاهب.


فأما مخبره صلى الله عليه وسلم

فهو الطاهر المبارك الذي غسل قلبه بماء الحياة فصار أبيض نقيا مطهرا

وقد أذهب الله من صدره كل غيظ وحسد وحقد وغل وغش

فصار أرحم الناس قاطبة

وأبرهم كافة

وأكرمهم جميعا

فعم حلمه وكرمه وطيبه وجوده الحاضر والبادي والقريب والبعيد

فنفسه أذكى نفس ، وباله أشرح بال ، وضميره أطهر ضمير

وحُق له أن يكون كذلك لأنه المرشح لقيادة العالم وإصلاح الكون وتقويم

البشرية ، قال تعالى :

(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))

- ينهى عن الغضب ويقول :

" لا تغضب "

ويكون أبعد الناس عن أسباب الغضب المشين دوافعه

بل وسع الناس حلما وأمطرهم كرما وأوسعهم عفوا وصفحا.

- ويقول :

" لا تحاسدوا "

ثم يكون المعافى من هذا الداء القاتل

فليس في كيانه ذرة من حسد ، أو قطرة من حقد ، صانه الله من ذلك

بل هو الذي وزع الخير على العالم وقسم الفضل من الله على الناس.

- ويقول :

" ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا "

ثم يترجم هذا الخلق النبيل من الصلة والبر والإحسان

فيصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه

إنه أعظم عبد صحت فيه آية :

(( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ))


- ويقول :

" إن الله أوحى إلي أن تواضعوا "

فيكون هو التواضع كله صورة ماثلة ومشهدا حيا وحقيقة قائمة ..

يركب الحمار

ويخصف النعل

ويجلس على التراب

ويحلب الشاة

ويقف مع العجوز

ويذهب مع الجارية

ويخالط المساكين

ويضيف الأعراب

ويجالس الفقراء.

- ويقول :

"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "

فيتمثل فيه هذا الحديث أعظم تمثيل

فإذا الرحيم هو الودود بأهله يدخل عليهم ضحاكا بساما

يداعبهم بأرق العبارات ويلاطفهم بأحسن التعامل

يشاركهم الخدمة ويجاذبهم أحلى الحديث ويبادلهم أجمل السمر

بلا فظاظة ولا غلظة ولا لوم ولا تعنيف ، قال تعالى :

(( وانك لعلى خلق عظيم ))

- قال له رجل وهو يقسم الغنائم :

اعدل يا محمد

فرد عليه :

" خبت وخسرت فمن يعدل إذا لم أعدل ؟ "

وصدق وبر فيما قال

فليس في العالم أعدل منه

وإذا لم يكن عادلا صلى الله عليه وسلم فقد انتهى العدل في الدنيا

وطوي من الناس ، وارتفع من الأرض

وهل العدل إلا حكمه ؟

ولو كان العدل شخصا ناطقا ثم سألته من أعدل البرية ؟

لقال محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن صور عدله في أحكامه وإنصافه حتى من نفسه

أنه طلب من بعض أصحابه أن يقتص منه

وأقسم لو أن فاطمة ابنته سرقت لقطع يدها

فكان لا يحابي أحدا في الحق

ولا يشفع عنده بشر في الحدود

- وقد صاح في وجه أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو من أحب الناس إليه

لما شفع في المخزومية التي سرقت :

" أتشفع في حد من حدود الله "

- وحكم بين الزبير و رجل من الأنصار رضي الله عنهما ، فقال الأنصاري :

أن كان ابن عمتك ؟ يعني أن الزبير ابن عمتك صفية فحكمت له ؟

فأنزل الله :

(( فلا وربك لا يؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم

حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))

فكفى بالله سبحانه شهيدا على عدل رسوله صلى الله عليه وسلم

وصدق أحكامه .

فهو مؤسس العدل في العالم

وهادم صرح الظلم

واعترف بذلك العدو والصديق والكاره والمحب.


وأما جمال ظاهره صلى الله عليه وسلم

فهو عنوان كتاب قيمه المثلى ، وبوابة قصر محاسنه الجلى

فكان أجمل الناس وجها وأبهاهم محيا

وأزهرهم جبينا وأنورهم طلعة

رقيق البشرة طيب الرائحة ، زكي الشذا.

عرقه كالجمان ، وأنفاسه كالمسك

يقول أنس رضي الله عنه :

( ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ولا شممت مسكا ولا عنبرا أزكى من رائحته )

يصافحه الرجل فيجد آثار الطيب في كفه أياما عديدة من أثر مصافحته .

وكان صلى الله عليه وسلم

حي العاطفة جياش الفؤاد

يضحك للنادرة ويهش للدعابة

ويتأثر للموقف ويبكي رحمة

ويلين شفقة ويمتلئ خشية

إذا سالم فأوفى الأوفياء وأكرم الأصدقاء

وإذا حارب فأعتى من الرياح النكباء وأمضى من الصعدة السمراء

وإذا أعطى فأجود من تحت السماء وأسخى من شربة الماء

وإذا رضي ملأ القلوب سعادة وعمر المجلس حفاوة

وإذا غضب في الحق كان أمضى من السيف حسما ، وأقوى من الأيام حزما.

يضحك بأسنان كالبرد

ويبكي بدموع كالمطر

ويعطي بكف الغيث

ويقابل بمحيا كالفجر

لا يمل جليسه حديثه

ولا يسأم رفيقه صحبته

ولا يطيق من عرفه فراقه.

يخرج الى العيد في حلة حمراء زاهية باهية ، بوجه طلق بشوش

أجمل من العيد وأجل من تلك الفرحة

فكان عيد الصحابة الأعظم رؤيته وسماع حديثه والتمتع بصحبته

ويحضر الاستسقاء متخشعا مبتذلا متضرعا باكيا

فكان أعظم موعظة عند المسلمين رؤية ذاك الوجه الخاشع

والنظر الى تلك الدموع الصادقة والمنظر المؤثر.

ويخوض صلى الله عليه وسلم الحرب ويشعل المعركة بقلب وثاب

ونفس ثابتة وعزم صادق

فتنهزم أمامه الصفوف وتتراجع من سطوته الأبطال

فأشجع الصحابة وقت الذروة يتقي به

وأعتى الكماة لحظة الموت يحتمي به.
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:14

الوقفة ( 19 )

أول المئة الأوائل في التاريخ

من الذين أنصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطوه بعض حقه ،

وأدركوا أهمية الرسول صلى الله عليه وسلم التاريخية ، بعيدا عن

المواقف المتزمتة أو المتعصبة معه أو ضده ، يقف في الطليعة الدكتور

مايكل هارت صاحب كتاب :

" المائة الأوائل "

الذي يشدنا إلى أن نقف معه عند نظرته العلمية ، التي وضعها

لتصنيف عظماء التاريخ ، ضمن سلم ترتيبي ، اختاره حسب مقاييس

منطقية يمليها أولا وأخيرا ..

أثر هذه الشخصية في التاريخ في مرحلتها

وفي تكوين اتجاهات المراحل التالية وديمومة هذا الأثر .


وكان منطلقه الذي وضعه لنفسه يرتكز على النقاط الثلاث

التالية :

- الأهمية الأولى للأشخاص الذين أثروا في التاريخ تأثيرا دائما

سواء في ذلك الشخصية ..

المشهورة أو المغمورة أو الشريرة

المتواضعة أو المغرورة .

- الاعتماد في تصنيفه السابق على الشخصيات التي أثرت على

الصعيد العالمي وعدم الأخذ بالشخصيات التي أثرت على الصعيد

المحلي .

- وفي تقرير مكانة الشخص ، أخذ الباحث بعين الاعتبار أهمية

الحركة التاريخية التي أسهم بها ..

رغم إدراكه أن ضرورة حركة التطور التاريخية ليست ناجمة

عن عمل أفراد .

وتبعا لهذه المعايير العلمية التي وضعها هذا الباحث لأولئك المئة

الذين اعتبر كلا منهم من الشخصيات الرائدة حقا في التاريخ

كان الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس السلم .

وهكذا ليس بدعا بالنسبة لنا نحن المسلمين ، أن نرى في صنيعه

بادرة إنصاف عظيمة ونظرة علمية متجردة ، من مفكر غربي

اضطر معها إلى تقديم التبرير والدفاع عن اختياره لأنه يقدم

كتابه لأبناء جلدته من الغربيين . .

فهو يقول في دراسته شخصية الرسول وأثره في التاريخ :

( إن اختياري محمدا ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ

ربما أدهش كثيرا من القراء إلى حد قد يثير بعض التساؤلات

ولكن في اعتقادي ..

أن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل

أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .

لقد أسس محمد ونشر أحد أعظم الأديان في العالم

وأصبح أحد الزعماء العالميين السياسيين العظام .

ففي هذه الأيام وبعد مرور ثلاثة عشر قرنا تقريبا

على وفاته لا يزال تأثيره قويا عارما ) .

وحين أجرى المؤلف مقارنة بين محمد صلى الله عليه وسلم

والمسيح عليه السلام وجدهما متساويين في العظمة

غير أنه قدم محمدا صلى الله عليه وسلم ..

لكونه هو الذي قام بإرساء قواعد الدين الإسلامي و نشره بنفسه

بينما نجد أن المسيح عليه السلام ..

قدم رسالة روحية وأفكارا أخلاقية سامية

إلا إن علم اللاهوت المسيحي مدين للقديس بولس

وأضاف إليها قسما كبيرا مما يؤلف العهد الجديد في الكتاب المقدس .

ويتحدث هارت في مقدمة كتابه عن مبررات تصنيف الرسول

صلى الله عليه وسلم في مرتبة أعلى من يسوع المسيح عليه السلام

بقوله :

( ولأن في اعتقادي أن محمدا له تأثير شخصي على صياغة

الدين الإسلامي أكثر مما كان ليسوع من تأثير على الدين

المسيحي )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:18

[size=21]الوقفة( 20 )
وجوب التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :
(( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا
له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون ))
الأدب معه صلى الله عليه وسلم شريعة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها ،
فالأدب مع شخصه الكريم بإجلاله وإعزازه وتوقيره وتقديره واحترامه
وانزاله المنزلة التي أنزله الله إياها ، بلا غلو ولا جفاء ..
وعدم الاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم أو مناقضة أقواله بأقوال
غيره من الناس
أو تقديم قول كائن من البشر مهما كان على قوله
أو أخذ حديثه على أنه كلام يصيب ويخطئ ، بل هو كلام نبي معصوم
أو التعرض لصفة من صفاته بجفاء
أو رد قوله بعد التأكد من صحة نسبته إليه
أو الشك في بعض قضاياه وأحكامه
أو مقارنته بالقادة والزعماء والملوك
فقد رفع الله قدره على الجميع وأعلى منزلته على الكل.
بل يحرم الجفاء والتنقص والاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم ..
والواجب على كل من رضي به رسولا واتبعه وآمن به
حُبه حبا صادقا أعظم من حب النفس والولد والوالد والناس أجمعين
وتصديق ما أخبر به
وامتثال ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه
والاهتداء بهداه والاقتداء بسنته والرضى بحكمه والحرص على متابعته
وتوقير حديثه والصلاة والسلام عليه إذا ذكر صلى الله عليه وسلم
وعدم رفع الصوت عند ذكره وذكر حديثه
وعدم الضحك وقت تلاوة أخباره وكلامه وآثاره
والخشوع عند ذكر شيء من سنته
والتأدب عند الاستشهاد بقوله
والتسليم عند أمره ونهيه
والإيمان بمعجزاته
والذب عن جنابه الشريف وأهل بيته وأصحابه
قال تعالى :
(( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك
هم المفلحون ))
فعلى المسلم أن يفعل فعل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
في التأدب معه ..
فمنهم من كان لا يتكلم عنده إلا بصوت خافض خاشع
وكان إذا تحدث كان على رؤوسهم الطير
ومنهم من جلس في الطريق خارج المسجد لما سمعه يقول من داخل
المسجد : " يا أيها الناس اجلسوا "
ومنهم من لا يكلم ابنه حتى مات لأنه عارض حديث الرسول صلى
الله عليه وسلم ..
وجوب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :
(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما ))
الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم
جلاء الأبصار
ونور البصائر
وبهجة القلوب
وراحة الأرواح
وقرة العيون
ومسك المجالس
وطيب الحياة
وزكاة العمر
وجمال الأيام
وذهاب الهموم
وطرد الأحزان
وهي الجالبة للسرور وانشراح الصدور وتكامل الحبور وتعاظم النور.
بها يطيب السمر
ويحلو الحديث ويحل الأنس
وتحصل البركة وتنزل السكينة
وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة
ودليل الصلاح وطريق الفلاح
يقول صلى الله عليه وسلم :
" من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات ،
ورفعه عشر درجات ، وكتبت له عشر حسنات ، ومحي عنه
عشر سيئات "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا علي من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصل علي "
وروي مرفوعا :
" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي "
وورد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :
" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام "
ولما قال أُبي بن كعب رضي الله عنه :
( سوف أجعل لك صلاتي كلها )
أي دعائي
قال صلى الله عليه وسلم :
" إذن يغفر ذنبك ، وتكفي همك "
متى يُصلى عليه صلى الله عليه وسلم
يُصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني
وعند ذكره ، وفي خطبة الجمعة ، والعيد ، والاستسقاء
وفي خطبة النكاح ، وفي مجلس العلم والمواعظ
والكتب والرسائل ، والمعاهدات ، والصكوك
وعند لقاء الأحباب ، وعند الوداع
وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء
وعند نزول الهموم وترادف الغموم
وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول المبشرات
وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه.
فصلى الله عليه وسلم ما زهر فاح
وبلبل صاح
وسر باح
وحمام ناح
وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدفق
وما دمع ترقرق
وما وجه أشرق
وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار
وهطلت الأمطار
ودنت الثمار واهتزت الأشجار
وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم
وتلبدت الغيوم وانقشعت الهموم
وتليت الأخبار والعلوم
وعلى آله الطيبين الأبرار ، وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار ،
ومن تبعهم واقتفى تلك الآثار.
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 16:52

الوقفة ( 21 )

الرسول صلى الله عليه وسلم مبشرا

قال تعالى :

(( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ))

إن من أعظم خصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم إدخال البشرى

على الناس وإسعادهم ، قال تعالى :

(( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ))

فهو صلى الله عليه وسلم الذي أتى بالبشارة الكبرى وهي :

الإيمان بالله

وبشر بعفوه وغفرانه ورضوانه ورحمته

وبشر بجنة عرضها السموات والأرض

وبشر صلى الله عليه وسلم بان الوضوء يحط الخطايا

وبشر من فقد عينيه بالجنة

وبشر من فقد ابنه بقصر في الجنة

وبشر من أصابه مرض بأنه يمحو الخطايا

وبشر من انتظر الصلاة أن الملائكة تصلي عليه وتدعو له

ما لم يحدث

و بشر صلى الله عليه وسلم بتوبة الله على من تاب

وعفوه عمن أناب

وبشر من سبح تسبيحه واحدة بغرس نخلة له في الجنة

وبشر أن من أصابه مرض أو وصب أو نصب أو هم أو غم

أو حزن حتى الشوكة يشاكها جعلها الله كفارة له من الذنوب.

وبشر عائشة رضي الله عنها ببراءة الله لها

وبشر كعب بن مالك رضي الله عنه بتوبة الله عليه

وبشر جابر بن عبدالله رضي الله عنهما بأن الله كلم أباه

وبشر المسلمين بدخول زيد وجعفر وابن أبي رواحة رضي الله عنهم الجنة

وبشر بلال رضي الله عنه بأنه سمع دفي نعليه في الجنة

وبشر أُبي بن كعب رضي الله عنه بأن الله ذكره في الملأ الأعلى

وبشر العشرة رضي الله عنهم بالجنة

وبشر أهل بدر رضي الله عنهم بأن الله قال لهم :

" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "

وبشر أهل البيعة رضي الله عنهم تحت الشجرة برضوان الله

وبشر الذي لازم سورة الإخلاص ، بأن الله يحبه

وبشر رجلا صلى معه وقد أصاب حدا بأن الله غفر له.

وأن من أراد الله به خيرا ابتلاه

وأن من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه

وإن كانت مثل زبد البحر

وأن الصلاة ورمضان والحج والعمرة كفارات لما بينها

من الذنوب إلا الكبائر

وأن من أذنب ذنبا ثم توضأ وصلى ركعتين واستغفر الله

غفر الله له

ولما أرسل رسله صلى الله عليه وسلم الى البلدان ودعاة الى الله

قال لهم :

" بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا "

وجاء بكتاب عظيم وذكر حكيم يبشر المؤمنين الذين يعملون

الصالحات بان لهم أجرا حسنا


ونهاهم عن اليأس ، قال تعالى :

(( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ))


ونهاهم عن القنوط قال تعالى :

(( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ))


ونهاهم عن الحزن قال تعالى :

(( ولا تهنوا ولا تحزنوا ))


وفتح باب الغفران للتائبين من المسرفين ، قال تعالى :

(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))


وحذر من التشديد والتنفير فقال صلى الله عليه وسلم :

" يا أيها الناس .. إن منكم منفرين ، من صلى بالناس فليخفف ،

فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 17:17

الوقفة ( 22 )

وجوب الإيمان بعصمته صلى الله عليه وسلم.

العصمة وردت في اللغة لعدة معان ، أما عصمة النبي صلى الله عليه وسلم

فقد عرفت بعدة تعريفات ولعل من أحسنها وأسلمها بأنها :

" لطف من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير ويزجره عن الشر مع بقاء

الاختيار تحقيقا للابتلاء " .


ومن الجوانب التي عصم فيها النبي صلى الله عليه وسلم :

العصمة في التبليغ ودعوى الرسالة

وهذه العصمة هي التي عليها المناط ، فبها يحصل المقصود من البعثة

فتبليغ شرع الله إلى الخلق هي مهمة الرسل من أولهم إلى آخرهم فهم الواسطة

بين الله وبين خلقه الذين أرسلوا إليهم ، فبطريقهم يهتدي البشر ويرشدون إلى

دين الله إذ هم المبلغون عن الله أمره ونهيه وشرعه.

ولذلك فقد أوجب الله سبحانه العصمة لأنبيائه ورسله في هذا الجانب حتى تصل

الرسالة إلى العباد كاملة تامة غير منقوصة ولا محرفة ، وبذلك تقوم الحجة

على العباد.

ولقد دلت نصوص القرآن والسنة على عصمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

في هذا الجانب ، وانعقد إجماع الأمة على ذلك.

قال تعالى : (( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ))

وهذه الآية شهادة وتزكية من الله لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم

في كل ما بلغه للناس من شرع الله.

وقال تعالى :

(( ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين *

فما منكم من أحد عنه حاجزين ))

فالآيات نصت على أن الله سبحانه وتعالى لا يؤيد من يكذب عليه بل لابد

أن يظهر كذبه وأن ينتقم منه.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :

( كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ،

فنهتني قريش فقالوا :

إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله

صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب ،

فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

" اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

" إني لا أقول إلا حقا "

قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله

قال : " إني لا أقول إلا حقا "


العصمة من الكفر والشرك

الحديث عن عصمته صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب ذو شقين هما :

الأول

عصمته قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم

الثانى

عصمته بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم

أما الشق الأول

وهو عصمته من الشرك والكفر قبل بعثته ونزول الوحي إليه كلها

فقد دلت النصوص الثابتة على أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم

منذ نشأته من الكفر والشرك فلم يعهد عنه صلى الله عليه وسلم أنه

سجد لصنم أو استلمه أو إلى غير ذلك من أمور الشرك التي كان يفعلها

قومه ، فقد فطره الله على معرفته والاتجاه إليه وحده وهذا هو المعلوم

من سيرته.

فمن النصوص التي يستدل بها على هذا الأمر ما يلى :

- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان

فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ،

فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء

زمزم ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه

فقالوا : إن محمدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون ، قال أنس وقد

كنت أرى أثر ذلك الخيط في صدره )

فالحديث نص على إخراج جبريل لحظ الشيطان منه صلى الله عليه

وسلم وتطهيره لقلبه فلا يقدر الشيطان على إغوائه إذ لا سبيل له

عليه ، وهذا دليل على تنزيهه من الشرك منذ صغره صلى الله

عليه وسلم.

- عن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال :

( كان صنم من نحاس يقال له إساف أو نائلة يتمسح به المشركون

إذا طافوا ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت معه ، فلما

مررت مسحت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا تمسه "

فقال زيد : فطفت فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظرما يكون فمسحته ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ألم تنه ؟ "

قال زيد : فوالذى هو أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى

أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه )

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحضر مع أهل سكة ما يقيمونه

من أعياد لأصنامهم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

( حدثتني أم أيمن قالت :

كان ببوانة صنم يحضره قريش يوما في السنة ، وكان أبو طالب يحضره

مع قومه ، وكان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد

مع قومه فيأبى حتى رأيت أبا طالب غضب عليه ، ورأيت عماته غضبن

عليه يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن :

إنا نخاف عليك مما تصنع من اجتناب ، آلهتنا وجعلن يقلن يا محمد :

ما تريد أن تحضر لقومك عيدا ولا تكثر لهم جمعا فلم يزالوا به حتى

ذهب فغاب عنهم ما شاء الله ثم رجع إلينا مرعوبا فزعا فقلن عماته :

ما دهاك؟

قال : " إني أخشى أن يكون بي لمم "

فقلن : ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك

فما الذي رأيت ؟

قال : " إني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل

يصيح بي وراءك يا محمد لا تمسه "

فما عاد إلى عيد لهم حتى تنبئ )

كما عصم صلى الله عليه وسلم من الحلف بأسماء تلك الأصنام

التي كان يعبدها قومه ويحلفون بها تعظيما لها فقد جاء في قصة

بحيرى الراهب أنه استحلف النبي صلى الله عليه وسلم باللات والعزى

حينما لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي لما رأى

فيه علامات النبوة فقال بحيرى للنبي صلى الله عليه وسلم :

يا غلام أسألك باللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه .

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا تسألني باللات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط "


الشق الثاني

عصمته صلى الله عليه وسلم من الكفر والشرك بعد النبوة

بعث الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليدعو الناس إلى عبادة

الله وحده وترك ما هم فيه من الكفر والشرك.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم في تطبيق ما أمر به هو المثل الأعلى الذي

يحتذى به ، قال تعالى :

(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له

وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))

فهو منزه عن كل ضلال وغواية كما أخبر الله بذلك في كتابه العزيز :

(( ما ضل صاحبكم وما غوة ))

فهذه شهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال

ولا غاو ، بل هو صلوات الله وسلامه عليه في غاية من الاستقامة

والاعتدال والسداد والهداية.

وإجماع الأمة منعقد على ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

( ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله تعالى فهم متفقون

على تنزيههم عنه )

والمعلوم من خلال سيرته صلى الله عليه وسلم أنه كان حربا على الكفر

والشرك على اختلاف صوره وألوانه ، فلم يدع طريقا أو سبيلا لهدم الشرك

والكفر إلا وقد سلكه مستخدما في ذلك لسانه وسنانه ، وهذا كله يؤكد

عصمته صلى الله عليه وسلم من الكفر والشرك وهذا أمر معروف وأعظم من

أن يحتاج إلى دليل يؤكده.


عصمته من الكذب في غير الوحي والتبليغ

من المعروف عن سيرته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها أنه متصف

بكل خلق فاضل من صدق وأمانة وبر وصلة رحم وإحسان وجود إلى غير

ذلك من محاسن الأخلاق التي جبله الله عليها منذ نشأته ، وحري به صلى الله

عليه وسلم أن يكون كذلك فقد اختاره الله لحمل الأمانة العظمى التي هي

أداء الرسالة وتبليغها إلى الناس كافة ، فكان لابد من إعداده لهذه المهمة ،

ولذا فقد فطره الله على كل خلق فاضل كريم وقد جمع الله له خصال الخير

كلها ، فلم يكن يدعى إلا بالأمين ، ومن الأدلة التي يستدل بها على اتصافه

بالصدق قبل بعثته ما يلي :

- قول خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حينما أتاها النبي صلى الله عليه

وسلم خائفا بعد أن لقيه جبريل في غار حراء وقال لها :

" إني قد خشيت على نفسي "

فقالت له : ( كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا ، فوالله إنك لتصل الرحم

وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ،

وتعين على نوائب الحق )

- إجماع قريش على الإقرار بصدقه حينما جمعها ليصدع بالدعوة جهرا

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

( لما نزلت (( وانذر عشيرتك الاقربين )) صعد النبي صلى الله عليه

وسلم على الصفا فجعل ينادي :

" يا بني فهريا بني عدي " لبطون قريش

حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا

لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال :

" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي "

قالوا : ما جربنا عليك إلا صدقا.

قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد... " الحديث

فالشاهد من الحديث قولهم ( ما جربنا عليك إلا صدقا )

فالنبي صلى الله عليه وسلم انتزع منهم هذه الشهادة الجماعية بصدقه

وانتفاء الكذب عنه ، لعلمه بما قد سيقع من تكذيبهم له عند إخبارهم

بأمر الرسالة.

- على تكذيب قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوة النبوة إلا أن

أحدا منهم لم يجرؤ على وصفه بالكذب في سواها فقد قال أبو جهل

للنبي صلى الله عليه وسلم :

إنا لا نكذبك ، ولكن نكذب الذي جئت به فأنزل الله تعالى :

(( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ))

- وكذلك عندما سأل الأخنس بن شريق أبا جهل بعد ما خلا به يوم بدر

فقال : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟

فإنه ليمر ههنا من قريش أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا

فقال أبو جهل :

ويحك ، والله إن محمدا لصادق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب

بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة ، فماذا يكون لسائر قريش ؟

فهذه نماذج على صدقه صلى الله عليه وسلم وعصمته من الكذب قبل

بعثته ، وبعد بعثته صلى الله عليه وسلم .


عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر التي دون الشرك

جبل الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم على كل خلق فاضل كريم

قال تعالى : (( وانك لعلى خلق عظيم ))

فخلقه بأكرم السجايا، وجميل الأخلاق ، وحسن الطوية وصفات الخير

جميعها ، كما نزهه عن كل ما يحط من قدره وينقص من منزلته ، فهو

صلى الله عليه وسلم منزه من كل ضلال وغواية ، وقد كان من صيانة الله

وحفظه له أن حماه من أقذار الجاهلية قبل مبعثه ونزول الوحي إليه ،

فهو معصوم عن كل ما يحط من قدره ويدق في شخصه ومما ورد في هذا

الشأن من الأحاديث ما يلي :

- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول :

" ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين

كلتاهما عصمني الله منهما ، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية

غنم أهلنا ، فقلت لصاحبي أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها

كما يسمر الفتيان ، فقال : بلى

فدخلت حتى إذا جئت أول دار مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير

قلت : ما هذا ؟

فقيل : تزوج فلان فلانة ، فجلست أنظر وضرب الله على أذني

فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي فقال :

ما فعلت ؟

قلت : ما فعلت شيئا ، ثم أخبرته بالذي رأيت ، ثم قلت له ليلة

أخرى : أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة ، ففعل فدخلت فلما

جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فجلست أنظر وضرب

الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي

فقال : ما فعلت ؟

قلت : لا شيء ثم أخبرته الخبر ، فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما

لشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته "

- وعن علي رضي الله عنه قال :

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : هل عبدت وثنا قط ؟

قال : " لا "

قالوا : فهل شربت خمرا قط ؟

قال : " لا ومازلت أعرف أن الذي هم عليه كفر وما كنت أدري ما الكتاب

ولا الإيمان "

فهذا عن عصمته قبل مبعثه فما بالك بعد مبعثه والأمر لا يتعلق بنفسه

فقط بل يتعداه لغيره بكونه هو القدوة ومعلم الناس وهاديهم ومرشدهم

بل إن كل قول من أقواله وكل فعل من أفعاله يعد تشريعا تأخذ به أمته

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

وأمر عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر أمر دلت عليه النصوص

من القرآن والسنة ويكفي المسلم أن يقرأ في ذلك قوله تعالى :

(( وانك لعلى خلق عظيم ))

فهذه تزكية من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم توجب سلامته من كل

ما يحط من منزلته ويقدح في نبوته بما في ذلك الكبائر.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم :

" أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 17:20

[size=21]
الوقفة ( 23 )

الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا

كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه ،

فهو رفيق في تعليمه ويقول :

" إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف "

ويقول صلى الله عليه وسلم :

" ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه "

وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل :

(( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))

فهو أعظم من تمثل خلق القرآن

فتجده القريب من النفوس

الحبيب إلى القلوب.

جاءه أعرابي فقال في التشهد :

الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ، فقال له صلى الله عليه

وسلم :

" لقد حجرت واسعا "

أي أنه ضيق رحمة الله التي وسعت كل شيء ، ثم قام الأعرابي

فبال في طرف المسجد ، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي ، فمنعهم صلى

الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبه على بول الأعرابي ، ثم دعا

الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال :

" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر ، وإنما هي للصلاة

والذكر وقراءة القرآن "

فذهب هذا الأعرابي إلى قومه لما رأى منا لرفق واللين ، فدعاهم إلى

الإسلام فأسلموا.

وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام ، فأخذت يد

الغلام تطيش في الصحفة ، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق :

" سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "

ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا :

السام عليك ، يعني الموت ، فقالت عائشة رضي الله عنها :

( عليكم السام واللعنة )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" يا عائشة ، ما هذا ؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش ، وقد رددت عليهم

ما قالوا ، فقلت : وعليكم "

وليس في قاموس حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية

ولا بذيئة ولا فاحشة ، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء ، لأنه رحمة

مهداة ، ونعمة مسداة ، وبركة عامة ، وخير متصل.

وكان صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة كراهية السآمة

والملل عليهم ، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط لنفوسهم

وأروح لقلوبهم ، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ ، وكان ينهى عن التطويل

على الناس وإدخال المشقة عليهم ، سواء في الصلاة أو الخطب ، ويقول :

" إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه "

أي علامة على فقهه ، فقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة.

وأنكر عمر رضي الله عنه على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى

الله عليه وسلم فقال :

" دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة "

ودخل أبو بكر رضي الله عنه عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة

رضي الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد ، فقال أبو بكر رضي

الله عنه :

( أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" دعهم يا أبا بكر ، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا "

وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار:

" هل كان معكم شيء من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو "

كل هذا في حدود المباح الذي يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل ،

أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحية الماثلة فيه صلى

الله عليه وسلم ، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم ، وينهاهم

عن الشيء فيكون أشدهم حذرا منه ، ويعظهم ودموعه على خده الشريف ،

ويوصيهم بأحسن الخلق ، فإذا هو أحسنهم خلقا ، ويندبهم إلى ذكر الله

وإذا به أكثرهم ذكرا ، ويناديهم إلى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا

وأكرمهم نفسا ، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل ، ثم تجده أحسن الناس

لأهله رحمة وعطفا ورقة ولطفا .

والعجيب توصله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في نفوس

أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم ، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم ،

وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم ، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر

أو ساعة من الزمن وآمن به ، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى

الموت ، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي

لقي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وما ذاك إلا لصدق نبوته وبركة دعوته صلى الله عليه وسلم ، وعظيم إخلاصه

وجلالة خلقه ونبل فضائله .
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللؤلؤة المصونة

المــدير العــام


 المــدير العــام
اللؤلؤة المصونة


انثى
عدد الرسائل : 110
العمر : 39
رقم العضويه : 5
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..   ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم .. I_icon_minitimeالسبت 26 أبريل 2008 - 17:23

[size=21]الوقفة ( 24 )

كيف ربي رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه؟

وكيف أخرجهم عظماء؟

أتي محمد صلي الله عليه وسلم ليخرج من الأمة العربية البائسة

أمة ماجدة خالدة ، قال تعالى :

(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم

الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))

فهذه الدعوة المباركة تحتاج إلى موجه ومرشد وأستاذ وبطل.

وموجهها وأستاذها وبطلها محمد صلي الله عليه وسلم ، فهو لا يزال يقود

الركب بسنته حتى يدخلها من باب الجنة صلي الله عليه وسلم .

و أصول هذه الرسالة خمسة :

الأصل الأول

تربيته صلي الله عليه وسلم للصحابه على الحب لله ورسوله حبا يقطع

من أجله الجسم وتمزق من أجله شغاف الروح.

الأصل الثاني

تربيتهم على الشجاعة والإقدام ، حيث يقتحمون الأسوار ويسلمون أرواحهم

للسيوف تمزقها لتدخل جنة عرضها السماوات والأرض.

الأصل الثالث

الصراحة والوضوح.

الأصل الرابع

الرفق الذي سلكه محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم قدم دعوته

للناس في أطباق الحب على رياحين المودة ، وعلى باقة من الإخلاص

والانسجام.

الأصل الخامس

فهو تربيتهم على الطموح وعلو الهمة ، وأن لا يرضي أحدهم بالدنيا

وذهب الدنيا من أجل أن يبيع ولو طرقة عين من مبادئه.

فأما الأصل الأول

فإنه أعظم الأصول ، فقد أتي صلي الله عليه وسلم إلى المدينة فجاء اليهود

يتعاطسون عنده ويقولون :

نحن نحب الله ، لكن ما نتبعك ، فكذب الله حبهم وأبطل دعواهم وقال

لهم : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ))

أتي صلي الله عليه وسلم فلقن حب الله عز وجل حبه صلي الله عليه

وسلم ، وحين قال له عمر رضي الله عنه :

( يا رسول الله ، والله إنك أحب إلى من مالي ومن أهلي ومن ولدي

إلا من نفسي )

قال صلي الله عليه وسلم : " لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك "

قال رضي الله عنه : ( فوالله يا رسول الله إنك أحب إلى حتى من نفسي )

قال صلي الله عليه وسلم : " الآن يا عمر "

أما الأصل الثاني

والمكمل للاصل الأول وتربيتهم على الشجاعة والإقدام وتسليم أرواحهم

للسيوف تمزقها لتدخل جنة عرضها السماوات والأرض ، فقد أثبتت أصالته

ساحة المعركة..

وهوالذي دفع حنظلة الغسيل أن يترك زوجته في ليلة زواجه ويهب ،

فيقتل نفسه في سبيل الله ويقدم نفسه علامة على الحب ، حتى يقول

صلي الله عليه وسلم وهو يلتفت إلى السماء ويشيح بطرفه :

" والذي نفسي بيده إني لأرى الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض "

ويأتي عبد الله الأنصاري والد جابر رضي الله عنهما فيتكفن ويتطيب بعد

أن يكسر غمد سيفه على ركبته ، ويلتفت ويقول :

( اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضي )

ويذهب للمعركة فيقتل ، فيبكي ابنه جابر رضي الله عنهما فيقول صلي الله

عليه وسلم :

" لا تبكه ، أو ما تبكيه ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع "

ويقول النبي صلي الله عليه وسلم في شأنه أيضا :

" ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجابه ، وأحيا أباك فكلمة كفاحا ،

فقال : تمن على أعطك

قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية

قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون "

ويرسل صلي الله عليه وسلم حبيب بن زيد رضي الله عنه رسولا على

مسيلمة الكذاب ، فيقول له مسيلمة :

أتشهد أن محمدا رسول الله؟

قال : نعم اشهد.

قال: أتشهد أني رسول الله؟

قال: لا أسمع شيئا.

فأعاد عليه الكلام

فأعاد الجواب.

فأمر جنوده أن يقطعوه إربا إربا ، وقطعه قطعة ، فأخذوا يقطعون منه

قطعة فتتدحرج بالدم إلى الأرض.

فيعيد الكلام عليه قال : أتشهد أن محمدا رسول الله؟

قال: نعم أشهد.

قال: أتشهد أني رسول الله؟

قال: لا أسمع شيئا.

حتى قتله ونحره شهيدا وارتفعت روحه إلى الله شهيدا ..

وعمير بن الحمام رضي الله عنه يسمع الرسول صلي الله عليه وسلم

يوم بدر وهو يقول لأصحابه :

" لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه "

فدنا المشركون ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

" قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض "

فقال عمير بن الحمام رضي الله عنه :

( يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض )

قال صلي الله عليه وسلم : " نعم "

قال : ( بخ بخ )

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أما يحملك على قولك بخ بخ "

قال : ( لا ، والله يا رسول الله إلا رجاءه أن أكون من أهلها )

قال صلي الله عليه وسلم : " فإنك من أهلها "

فأخرج تمرات من قرنه ، فجعل يأكل منهن ، ثم قال :

( لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة )

فرمي بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قتل شهيدا .

هؤلاء هم أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم الذين رباهم على الحب

الذين التزموا بمعاهدتهم مع الله سبحانه ونص المعاهدة :

(( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ))

فتقدم أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم بالثمن وهو الأرواح ،

والسلعة وهي الجنة فتبايعوا.

أما الأصل الثالث

الذي ربي صلي الله عليه وسلم أصحابه فيه على الصراحة والوضوح ،

وهو من أصول التربية ، فليس هناك ألغاز ولا مجاملات ، ولا نفاق

ولا تقية ، بل هو وضوح وصفاء.

ولقد ربي صلي الله عليه وسلم أصحابه على أن يتكلموا بما في قلوبهم ،

وجعل من خالف قوله فعله من أهل النفاق :

(( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ))

فالمؤمن قلبه ولسانه سيان.

أتاه رجل فقال صلي الله عليه وسلم : " اسلم "

قال : اسلم يا رسول الله ولكن أشترط شرطا ( وضوح وصراحة )

قال صلي الله عليه وسلم : " ما هو؟ "

قال : أن تبيح لي الزنا .

فقام الصحابة يريدون أن يضربوه ويؤدبوه ، فقال صلي الله عليه

وسلم : " دعوه "

ثم وضع يده الحبيبة الشريفة على صدر هذا الرجل وقال :

" أترضاه لأمك؟ "

قال : لا

قال صلي الله عليه وسلم : " أترضاه لأختك ؟ "

قال : لا

قال صلي الله عليه وسلم : "أترضاه لابنتك ؟ "

قال : لا

فقال صلي الله عليه وسلم : " كيف ترضى للناس ما لا ترضي لنفسك؟ "

قال : أشهد أنك لرسول الله ، أتوب إلى الله حتى من الزنا.

تربية خالدة وعلم رائع جميل.

أما الأصل الرابع

اللين والرفق ، فقد أتي صلي الله عليه وسلم بمدرسة اللين والرفق ،

وما كان اللين والرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شأنه.

يقول صلي الله عليه وسلم :

" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "

ويقول الحبيب صلي الله عليه وسلم :

" ألا أنبئكم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجالسا يوم القيامة ؟

أحاسنكم أخلاقا "

وقال تعالي عنه : (( وانك لعلى خلق عظيم ))

ويأتي أعرابي فيجر بردة الرسول صلي الله عليه وسلم فتؤثر حواشيها

في عنق وفي كتف الرسول صلي الله عليه وسلم ، فيلتفت صلي الله عليه

وسلم ، فيقول الأعرابي :

( أعطني يا محمد من مال الله الذي عندك لا من مال أبيك ولا أمك )

فنظر صلي الله عليه وسلم إليه وتبسم وضحك إليه ، فقام الصحابة

يريدون البطش به.

فقال صلي الله عليه وسلم : " دعوه "

ثم أخذ من يده وأعطاه من مال الله زبيبا وحبا وثيابا وقال :

" هل أحسنت إليك ؟ "

قال : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خير الجزاء.

قال صلي الله عليه وسلم :

" إذا خرجت فقل لأصحابي ذلك فإنهم وحدوا في أنفسهم "

فيخرج به صلي الله عليه وسلم فيسأله أمامهم :

" هل أحسنت إليك ؟ "

قال : نعم جزاك الله من أهل وعشيرة جير الجزاء.

فتبسم صلي الله عليه وسلم ويقول :

" أتدرون ما مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي؟ "

قالوا: لا يا رسول الله.

قال صلي الله عليه وسلم :

" مثلنا كرجل كان له دابة فرت منه فلحقها ، فلما رآها الناس لحقوها فما

زادت لا فرارا ، فقال الرجل :

يا أيها الناس خلوا بيني وبين دابتي فأنا أعرف بها، فأخذ شيئا من خشاش

الأرض وخضار الأرض فأشار للدابة فأتت وأكلت ، فأمسكها وقيدها ،

ولو تركتكم وهذا الأعرابي لضربتموه ثم ارتد فدخل النار "

وعاد الإعرابي إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا عن بكرة أبيهم.

وفي صحيح مسلم أن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه دخل المسجد

فصلي مع الصحابة وراء الرسول صلي الله عليه وسلم ، فعطس رجل ،

فقال معاوية : رحمك الله

فعطس ثانية

فقال : رحمك الله

فضرب الصحابة على أفخاذهم ينبهونه

قال : ويل أمي ماذا فعلت؟

يريدونه يسكت فزاد في الكلام

فلما سلم صلي الله عليه وسلم قال معاوية :

فدعاني بأبي هو وأمي ، فما رأيت معلما أحسن منه ولا أحلم منه

ولا أرحم منه ، ما نهرني ولا سبني ولا شتمني بل وضع يده على كتفي

وقال :

" إن هذه الصلاة لا تصلح للكلام ، وإنما هي لقراءة القرآن والذكر والتسبيح "

إن هذا الأصل الرابع من أعظم أصول التربية ، فالجفاء والغلظة لا تكسبك

إلا بغضا وحقدا ، وإن اللين لا يكسبك إلا حبا في القلوب والأرواح.

أما الأصل الخامس

وهو الطموح وعلو الهمة.

فقد ربي صلي الله عليه وسلم أصحابه علي التعلق بالعالي وترك السفاسف.

ولذلك تجد شبابهم وأطفالهم في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم كانوا

أصحاب همة عالية وطموح راق ، فابن عباس رضي الله عنهما مثلا

من طموحه أنه كان يتابع الرسول صلي الله عليه وسلم في بيت خالته ميمونة

ليعلم كيف يقيم الليل وكيف يكون شأنه أثناء الليل.

وابن عمر رضي الله عنهما يتخصص في متابعة حركات وسكنات الرسول

صلي الله عليه وسلم خارج بيته وهو لا زال صغير السن.

فلذلك حفظ كثير من السنن التي لم تأت إلا من طريقه.

وهكذا غيرهما.

ومن همة الصحابة أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان جالسا معهم يوما

من الأيام ، فأخبرهم أن للجنة أبوابا ثمانية ، فمن كان من أهل الصلاة دعي

من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وهكذا..

فقال أبو بكر رضي الله عنه وهمته تحركه :

يا رسول الله أيدعي أحد من تلك الأبواب جميعا ؟

قال صلي الله عليه وسلم : " نعم يا أبا بكر وأرجو أن تكون منهم "
[/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور على نور :: 
** الاقسام العامه **
 :: منتدى نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
انتقل الى: